للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن الرسول المضاف إلى الله: إذا قيل: رسول الله، فُهِم مَنْ يأتي برسالة من الله؛ من الملائكة، والبشر؛ كما قال: {اللهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاس} ١، وقالت الملآئكة: {يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ} ٢.

وأما عموم الملائكة، والرياح، والجنّ: فإنّ إرسالها [لتفعل] ٣ [فعلاً] ٤، لا [لتبلغ] ٥ رسالةً، قال تعالى: {اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمُ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحَاً وَجُنُودَاً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرَاً} ٦.

فرسل الله الذين يبلّغون عن الله أمره ونهيه: هي رسل الله عند الإطلاق. وأما من أرسله الله ليفعل فعلاً بمشيئة الله وقدرته: فهذا عامٌ يتناول كلّ الخلق؛ كما أنهم كلّهم [يفعلون] ٧ بمشيئته، وإذنه المتضمّن لمشيئته، لكنّ أهل الإيمان يفعلون بأمره، ما يحبه ويرضاه، ويعبدونه وحده، ويطيعون رسله، والشياطين يفعلون بأهوائهم، وهم عاصون لأمره، متبعون لما يسخطه، وإن كانوا يفعلون بمشيئته وقدرته.

وهذا كلفظ [البعث] ٨: يتناول البعث الخاص؛ البعث الشرعي؛


١ سورة الحج، الآية ٧٥.
٢ سورة هود، الآية ٨١.
٣ في ((خ)) : ليفعل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ في ((خ)) : فلا. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ في ((خ)) : ليبلغ. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ سورة الأحزاب، الآية ٩.
٧ في ((ط)) : يعفلون.
٨ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>