للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس معنى كونها آية هو هذا، وكيف؟ وآخر الآيات آية؛ مثل آخر سورة الناس، وكذلك آخر آية من السورة، وليس بعدها شيء، وأول الآيات آية، وليس قبلها شيء؛ مثل أول آية من القرآن، ومن السورة، وإذا قُرئت الآية وحدها، كانت [آية] ١، وليس معها غيرها.

وقد قام النبيّ صلى الله عليه وسلم بآية يُردّدها حتى أصبح٢: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرَ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} ٣؛ فهي آية في نفسها، لا لكونها منقطعة مما قبلها وما بعدها.

وأيضاً: فكونه علامة على هذا الانقطاع: قدر مشترك بين جميع الأشياء التي يتميّز بعضها عن بعض، ولا تسمى آيات. والسورة متميزة عمّا قبلها وما بعدها، وهي آيات كثيرة. وأيضاً فالكلام الذي قبلها منقطع، وما قبلها آية. فليست دلالة الثانية على الانقطاع بأولى من دلالة الأولى عليه.


١ ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٢ روى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: صلى النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فقرأ بآية، حتى أصبح، يركع بها، ويسجد بها: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ، فلما أصبح، قلت: يا رسول الله! لم تزل تقرأ هذه الآية حتى أصبحتَ، تركع بها؟ قال: "إني سألت ربي عز وجلّ الشفاعة، فأعطانيها، وهي نائلة إن شاء الله لمن لا يشرك بالله شيئاً".
(مسند الإمام أحمد بن حنبل - ط الحلبي - ٥١٤٩. وانظر المصدر نفسه ٥١٧٠. والحديث أخرجه النسائيّ في سننه ٢١٤٤٠، كتاب الزهد، باب ذكر الشفاعة - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه يرفعه، بلفظ: "لكلّ نبيّ دعوة مستجابة، فتعجَّل كلّ نبيّ دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي، فهي نائلة من مات لا يُشرك بالله شيئاً".
قد صحّحه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه ٢٤٣٠.
٣ سورة المائدة، الآية ١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>