للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النابغة١:

توهّمت آيات لها فعرفتها ... لستة أعوام وذا العام سابع٢

قال: وهذا اختيار أبي عبيد٣"٤.

قلت٥: أما أن الآية هي العلامة في اللغة. فهذا صحيح، وما استشهد به من الشعر يشهد لذلك.

وأما تسمية الآية من القرآن آية؛ لأنّها علامة: صحيح، لكن قول القائل: إنها علامة؛ لانقطاع الكلام الذي قبلها وبعدها: ليس بطائل؛ فإنّ هذا المعنى الحدّ والفصل؛ فالآية مفصولة عمّا قبلها، وعمّا بعدها.


١ هو زياد بن معاوية بن ضباب الذبياني الغطفاني المضري، أبو أمامة. شاعر جاهليّ من الطبقة الأولى، من أهل الحجاز. كانت تُضرب له قبة من جلد أحمر بسوق عكاظ، فتقصده الشعراء، فتعرض عليه أشعارها. وكان الأعشى وحسّان بن ثابت، والخنساء ممّن يعرض شعره على النابغة. وهو أحد الأشراف في الجاهلية.
انظر: الأعلام للزركلي ٣٥٤-٥٥.
٢ انظر: ديوان النابغة الذبياني ص ٨٢.
٣ لعلّه: القاسم بن سلام الهروي الخراساني، أبو عبيد. من كبار العلماء بالحديث والأدب والفقه، من أهل هراة. ولد وتعلّم بها، وكان مؤدباً، ورحل إلى بغداد، فولي القضاء بطرسوس، ورحل إلى مصر، وكان منقطعاً للأمير عبد الله بن طاهر، كلّما ألّف كتاباً أهداه إليه، وأجرى له عشرة آلاف درهم كلّ شهر. من كتبه: الغريب، المصنّف، وفي غريب الحديث ألّفه في نحو أربعين سنة، وهو أول من صنّف في هذا الفنّ، والإيمان ومعالمه، وغيرها من المؤلفات. ولد في سنة ١٥٧ ?، وتوفي سنة ٢٢٤ ?.
انظر: سير أعلام النبلاء ١٠٤٩٠. وطبقات الحنابلة ١٢٥٩. والأعلام ٥١٧٦.
٤ زاد المسير ١٧١.
٥ القائل هو شيخ الإسلام رحمه الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>