للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول الأول

أحدها: أنّها العلامة؛ فمعنى آية: علامة؛ لانقطاع الكلام الذي قبلها وبعدها١.

قال الشاعر٢:

ألا أبلغ لديك بني تميم ... بآية ما يُحبّون الطعاما٣


١ في زاد المسير لابن الجوزي: والذي بعدها.
٢ وهو يزيد بن عمرو بن الصعق، أحد بني عمرو بن كلاب.
لاحظ مصادر الحاشية التالية.
٣ وله بقيّة، هي:
أجارتها أُسَيِّدُ ثم غارت ... بذات الضَّرع منه والسَّنَامِ
انظر: خزانة الأدب ٦٥٢٠، ٥٢٣. وانظر أيضاً: الكتاب لسيبويه ١٤٦٠. والكامل للمبرد ص ٩٨) .
وفي خزانة الأدب ٦٥١٨:
ألا من مبلغ عني تميماً ... بآية ما يحبون الطعاما
"على أن آية تُضاف في الأغلب إلى الفعلية، مصدّرة بحرف المصدر، كما في البيت؛ فإن (ما) مصدرية تؤوّل مع الفعل بعدها بمصدر مجرور بإضافة آية إليه.
وهذا خلاف مذهب سيبويه، فإنّ (ما) زائدة، وآية مضافة إلى الفعل، ولا تؤول بمصدر.. وقال النحاس: ما عند سيبويه لغو، وقال المبرد: (ما) والفعل مصدر. وأنكر ما قال سيبويه".
وقال أيضاً في خزانة الأدب ٦٥١٩-٥٢٠: "قال ابن السيد فيما كتبه على الكامل: هذا من الغلط، إنما الرواية: بآية ما بهم حُبُّ الطعامِ. وبعده:
أجارَتْها أُسَيِّدُ ثم أودت ... بذات الضرع منها والسنامِ
وليس أبو العباس المبرد بأول من غلط فيه من النحويين. انتهى.
وعليه: لا شاهد فيه، وهذا يُؤيّد قول سيبويه؛ فإنّ (ما) موصولة، وحب الطعام: مبتدأ، والظرف قبله خبر، والجملة صلة الموصول".

<<  <  ج: ص:  >  >>