للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فتارة يرسل خاتمه معه، فيعلمون أنه أرسله، ليعلموا أنه أرسله؛ إذ كانوا قد علموا [أنّ] ١ الخاتم معه، وأنّه ليس في إرساله مع ذلك الشخص الذي لا يعرفونه مقصود له، إلا أن يكون علامة على أنّه أرسله إليهم، فيصدقونه فيما أخبر عنه؛ وتارة يرسل معه عمامته، أو نعليه، وقد علموا أنه لا يخلع عمامته ويبعثها مع ذلك الشخص، إلا لتكون علامة على صدقه؛ كما فعل النبيّ صلى الله عليه وسلم في غزاة الفتح: لمّا كانت راية الخزرج مع [سعد] ٢ بن عبادة٣، وكان فيه حِدّة، وقال: لا قريش بعد اليوم، اليوم يوم الملحمة، اليوم يستحل الحرمة. قيل للنبي صلى الله عليه وسلم إنّه يُخاف منه أن يضع السيف في أهل مكة، فقال: "قولوا له يُعطي الراية لابنه قيس". فقال: إنّه لا يقبل منه. فقال: "هذه عمامتي، قولوا له: قد أَمَرَ رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك"٤. فلمّا رأى عمامته مع من جاء بها، [علم أنه] ٥ ليس له في إعطائه عمامته مقصود إلا أن تكون علامة، ولم يكن قبل ذلك قد واطأه على ذلك.


١ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٢ في ((ط)) : سعيد.
٣ هو سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن حرام بن خزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج، سيّد الخزرج. يكنى أبا ثابت. من كبار الصحابة. مات في الشام سنة خمس عشرة، وقيل: ست عشرة.
انظر: الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ٢٣٥-٤١. والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٢٣٠.
٤ ذكر الخبر بطوله ابن عبد البر في كتابه: الاستيعاب في معرفة الأصحاب ٢٣٨-٤٠، وعزاه إلى ابن إسحاق في مغازيه.
وانظر: السيرة النبوية لابن هشام ٣٤٠٦-٤٠٧.
٥ في ((خ)) : علم شخص أنه. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>