للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك لما أعطى أبا هريرة نعليه ليخرج فيبشر الناس بما ذكره له١، فإنّهم إذا رأوا معه نعليه، علموا أنّه لم يعطه [النعلين] ٢ إلا علامة.

وكذلك قد يكون بين الشخص وبين غيره سر لم يطلع عليه المرسَل، فيقول له: أعطني علامة. فيقول: قل له: بعلامة ما تكلمتَ أنت وهو في كذا وكذا، أو ما فعلت أنت وهو كذا وكذا؛ فيعلم المرسَل إليه أنَ المرسِل هو أعلم هذا الرسول بهذا الأمر؛ إذ كان غيره لم يعلمه، ويعلم أنه ليس له في إعلامه به مقصود إلا أن يكون علامة له على تصديقه.

ثم أكثر هذه الآيات التي هي علامات للناس يرسلونها مع من يرسلونه ليعرف صدقه: هي قطيعة عند المستدلّ بها المرسَل إليه؛ من الأهل، والأصدقاء، والوكلاء، والنواب، وغيرهم: يأتيهم الرجل بعلامة وهي مستدلة [بصاحبهم] ٣؛ فيعلمون قطعاً أنّ هذا جاء من عنده، ويعلمون قطعاً أنّه لم يرسله بتلك العلامة إلا ليعلموا صدقه.

لا يخطر لسعد بن عبادة حين رأى عمامة النبيّ صلى الله عليه وسلم معهم أنهم أخذوها بغير قصده؛ بأن [تكون] ٤ [وقعت] ٥ منه، ونحو ذلك. بل قد عُلِم أنّها كانت على رأسه، وهو راكب في الجيش، وقد أرسلها مع هذا.


١ وقد أعطاه عليه الصلاة والسلام نعليه، وقال له: "اذهب بنعليَّ هاتين، فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه، فبشّره بالجنّة".. الحديث، وهو طويل، أخرجه الإمام مسلم بطوله في صحيحه ١٥٩-٦١، كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً.
٢ في ((خ)) النعلان. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : على حبهم.
٤ في ((خ)) : يكون. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ في ((م)) ، و ((ط)) : سقطت.

<<  <  ج: ص:  >  >>