للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم إنّه سبحانه جعل مع الرسل آيات؛ [هنّ] ١ علامات وبراهين؛ هي أفعال يفعلها مع الرسل، يخصُّهم بها، لا [توجد] ٢ لغيرهم؛ فيعلم العباد - لاختصاصهم بها - أنّ ذلك إعلام منه للعباد، وإخبار لهم أنّ هؤلاء رسلي؛ كما يُعلّمهم بكلامه المسموع منه، ومن رسوله.

ولهذا قد يعلم برسالة رسول بإخبار رسولٍ أخبر عنه٣. وقد يُخبر عن إرساله بكلامه، لمن سمع كلامه منه؛ كما أخبر موسى، وغيره بالوحي الذي يوحيه إليهم.

تعريف المعجزة عند شيخ الإسلام

فآيات الأنبياء هي علامات وبراهين من الله، [تتضمّن] ٤ إعلام الله لعباده وإخباره. [فالدليل] ٥؛ وهو الآية، والعلامة: لا تدل إلا إذا كان مختصّاً بالمدلول عليه، مستلزماً له؛ إمّا مساوٍ له، وإما أخصّ منه، لا يكون أعمّ منه غير مستلزم له، فلا يتصوّر أن يوجد الدليل بدون المدلول عليه.

فالآيات التي أعلم الله بها رسالة رسله، وصدّقهم، لا بُدّ أن تكون مختصةً بهم، مستلزمةً لصدقهم؛ فإنّ الإعلام والإخبار بأنّ هذا رسول، وتصديقه في قوله: إنّ الله أرسلني، لا يُتصوّر أن يوجد لغير رسول.


١ في ((ط)) : هي.
٢ في ((م)) ، و ((ط)) : يوجد.
٣ ومن ذلك إخبار عيسى عليه الصلاة والسلام بنبوة نبيّنا محمد صلى الله عليه وسلم؛ كما قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرائيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} . [سورة الصف، الآية ٦] .
٤ في ((خ)) : يتضمّن. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ في ((خ)) : الدليل. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>