للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأشراط الساعة، بل أن يقع على وجه مخصوص؛ مثل دعوى النبوة، والاستدلال بها، والتحدي بمثلها، مع عجز الناس عن معارضته.

والقول الثالث: أنّ كونها خارقة للعادة ليس بحدّ، ولا شرط١.

قال القاضي أبو بكر في مناظرته في الكرامات٢: ويقال لهم أيضاً: إنّ من الناس من لا يشترط في الآية المعجزة أن تكون خارقة للعادة، ويقول: إنّما [تكون] ٣ آية إذا كانت من فعل الله، مع التحدي بمثلها، ودعوى النبوة. فدلالتها على وجه لا يمكن أن يشترك في ادّعائه الصادق والكاذب، فإذا ظهرت على هذا الوجه، كانت آية لمن فُعِلت على يده. قال المجيبون بهذا٤، ولهذا لم تكن أشراط الساعة آيةً لأحد، وإن خرقت العادة؛ إذ لم يكن معها دعوى نبوة، ولأنّ موتَ زيد عند قول الرسول: آيتي أن يميت الله زيداً عند دعائي: موتُه. فإذا مات عند دعوته، صار ذلك آية له، وإن كان فعل الموت في الإنسان وغيره من الحيوان معتاداً.

قال٥: [أو إن] ٦ قالوا: لو كان كذلك، لكان من قال: آيتي أن


١ وهذا قول الأشاعرة.
انظر: الجواب الصحيح ٦٤٠٠. وانظر ما سبق في هذا الكتاب ص ٤٠٥، ٤٠٧.
٢ هذا من القسم المفقود من كتاب الباقلاني: البيان. وسبق أن نقل شيخ الإسلام رحمه الله هذا الكلام عن الباقلاني في ص ٤٨٦.
وقد أشار الباقلاني في كتابه البيان إلى أنّه سيفرد باباً في الكرامات. انظر: البيان ص ٧، ٤٨.
٣ في ((خ)) : يكون. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ وهم الأشاعرة.
انظر: أصول الدين للبغدادي ص ١٧٠. وانظر ما سبق في كتاب ((النبوات)) ص ٥٩٣-٥٩٤، ٦٤٤.
٥ أي الباقلاني.
٦ في ((م)) ، و ((ط)) : إن.

<<  <  ج: ص:  >  >>