للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد [حكى] ١ هنا الإجماع، وهناك صرّح بالاختلاف٢، وقوَّى ذلك القول.

وسبب ذلك: اضطرابهم في معنى العادة وانخراقها؛ فإنّ كلّ قوم يفهمون غير ما يفهمه الآخرون، والله تعالى إنما سماها آيات٣.

وهذا القول الذي ذكره وقوّاه، وهو: لا يشترط فيها أن تكون خارقة للعادة: هو حقيقة قول القاضي٤، وأمثاله؛ من المتكلمين الأشعرية، ومن وافقهم؛ كالقاضي أبي يعلى، وأمثاله؛ فإن المعجزات عندهم لا تختص بجنس من الأجناس المقدورات، بل خاصّتها أنّ النبي يحتجّ بها، ويتحدّى بمثلها، فلا يمكن معارضته؛ فاشترطوا لها٥ [وصفين] ٦: أن تكون مقترنة بدعوى النبوة، وجعلوا المدلول جزءاً من الدليل، وأنّها لا تعارض.

وبالأول: فرّقوا بينها وبين الكرامات.

وبه٧ وبالثاني: فرّقوا بينها وبين السحر والكهانة.


١ في ((ط)) : حكي.
٢ أي في النقل السابق عن الباقلاني، وهو من القسم المفقود من كتابه البيان. انظر ص ٤٩.
٣ انظر: الجواب الصحيح ٥٤١٢. وانظر النبوات ص ٢٥١.
٤ قال الباقلاني في صفات المعجزات: "والوجه الثاني: أن يكون ذلك الشيء الذي يظهر على أيديهم مما يخرق العادة وينقضها، ومتى لم يكن كذلك لم يكن معجزاً". البيان للباقلاني ص ٤٥.
٥ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٨. والإرشاد للجويني ص ٣١٢-٣١٣، ٣١٩. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٠. والمواقف للإيجي ص ٣٣٩. وشرح المقاصد للتفتازاني ٥١١.
٦ في ((خ)) : تصفين. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٧ أي بالشرط الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>