للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصرّحوا بأنّ جميع خوارق السحرة والكهان يجوز أن تكون معجزة لنبيّ، لكن إذا كانت معجزة لم تمكن معارضتها. فلو ادّعى ساحر أو كاهن النبوة، لكان الله يعجزه عن تلك الخوارق١، قد عُلم أنّ غيره من السحرة والكهّان يفعل مثلها، وليس بنبيّ.

وما يأتي به الأنبياء من المعجزات جوّزوا أن [يأتي] ٢ بمثله الساحر والكاهن، إلا ما منع منه السمع؛ للإجماع٣ على أنّ الساحر لا يقلب العصا حية٤.

وهذا الفرق ليس لما يختص به أحد النوعين، ولا ضابط له.

وصرّحوا بأنه لا يستثنى من الخوارق، إلا ما انعقد عليه الإجماع٥.

وصرّحوا بأن العجائب [الطبيعية] ٦؛ مثل جذب حجر المغناطيس الحديدَ: يجوز أن يكون معجزة، لكن بشرط أن لا يعارض٧.

وكذلك الطلاسم، وكذلك الأمور المعتادة: يجوز أن تكون معجزة بشرط أن يمنع غيره منها، فتكون المعجزة منع المعتاد٨.

فالخاصة عندهم فيها٩: أنّها لا تعارض، وأنها تقترن بدعوى النبوة.


(١ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٤-٩٦.
٢ في ((خ)) : يأتوا. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ انظر: البيان للباقلاني ص ٩١. والإرشاد للجويني ص ٣٢٢-٣٢٣.
٤ انظر: البيان للباقلاني ص ٩١.
٥ انظر: البيان للباقلاني ص ٩١.
٦ في ((م)) ، و ((ط)) : الطبعية.
٧ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٨.
٨ انظر: البيان للباقلاني ص ٩٩، ١٠٠-١٠١.
٩ أي خاصة المعجزة وحقيقتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>