للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قول شيخ الإسلام في آيات الأنبياء

والتحقيق: أنّ آيات الأنبياء مستلزمة للنبوّة، ولصدق الخبر بالنبوّة، فلا يوجد إلا مع الشهادة للرسول بأنّه رسول، لا يوجد مع التكذيب بذلك، ولا مع عدم ذلك البتة، وليست من جنس ما يقدر عليه؛ لا الإنس، ولا الجنّ؛ فإنّ ما يقدر عليه الإنس والجنّ يفعلونه، فلا يكون مختصاً بالأنبياء.

ومعنى كونها خارقةً للعادة: أنّها لا توجد إلاّ للنبوّة؛ لا مرّة، ولا أقلّ، ولا أكثر. فالعادة هنا تثبتُ بمرّة. والقاضي أبو بكر يقول: إنّ ما فعل مرّات يسيرة لا يكون معتاداً١.


١ انظر: البيان للباقلاني ص ٥٠-٥١. والإرشاد للجويني ص ٣١٠-٣١١.
وقد ذكر الباقلاني معنى الاعتياد، حين عرّف العادة بقوله: "العادة على الحقيقة: إنّما هي تكرّر علم العالم ووجوه الشيء المعتاد على طريقة واحدة؛ إما بتجدد صفته وتكررها، أو ببقائه على حالة واحدة". البيان للباقلاني ص ٥٠.
وسيأتي تعريف العادة عند شيخ الإسلام رحمه الله. انظر ص ١٠٦١، ١١٧٣ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>