للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد عرف أن الدليل لا بدّ أن [يكون] ١ مختصّاً بالمدلول عليه، مستلزماً له.

فآيات الأنبياء، وسائر أنواع الآيات والأدلة، لا تكون مع نقيض المدلول عليه؛ أي مع عدمه؛ فإنّها إذا كانت مع وجوده وعدمه، لم تكن دالَّةً [لا] ٢ على وجوده، ولا على عدمه، [ولم يكن الاستدلال به على وجوده، ولا على عدمه] ٣، ولم يكن الاستدلال به على وجوده أولى به من الاستدلال على عدمه؛ كالأمور المعتادة التي توجد مع الصادق والكاذب؛ كطلوع الشمس، وغروبها؛ فإنّ هذه لا تدلّ على صدق أحد، ولا كذبه.

وكذلك خوارق السحرة والكهان، هي معتادة، مع صدق أحدهم، ومع كذبه؛ فلا تدلّ على الصدق، [ولا على الكذب، والاستدلال بها على صدقه؛ كالاستدلال بها على كذبه، وهي على الكذب أدلّ] ٤؛ [إذ] ٥ كان كذبهم أكثر من صدقهم؛ كالذين يُخبرون بكلمة صدق، وعشرة كذب؛ قال تعالى: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِين تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ يُلْقُونَ السَّمْعَ وَ [أَكْثَرُهُمْ] ٦ كَاذِبُونَ} ٧، فكيف إذا كان مع الصدق مائة كذبة؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمّا سُئِل عن الكُهَّان؛ كما روى البخاري في صحيحه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: سأل ناسٌ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم عن الكُهَّان،


١ في ((خ)) : تكون. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ ما بين المعقوفتين ليس في ((م)) ، و ((ط)) .
٣ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٤ ما بين المعقوفتين مؤخّر في ((ط)) إلى ما بعد الآية الكريمة.
٥ في ((خ)) : إذا. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٦ في ((خ)) : كثرهم.
٧ سورة الشعراء، الآيات ٢٢١-٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>