للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد ضلوا في هذا، وهذا؛ كما قال تعالى: {انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلاً} ١؛ فهم بمنزلة السائر في الطريق، وقد ضلّ عنها، يأخذ يميناً وشمالاً، ولا يهتدي إلى السبيل التي تُسلك.

والسبيل التي يجب سلوكها: قولُ الصدق، والعملُ بالعدل.

الأنبياء تعينهم الملائكة والسحرة تعينهم الشياطين

والكهانة والسحر يناقض النبوة؛ فإن هؤلاء٢ تُعينهم الشياطين؛ تُخبرهم، وتعاونهم بتصرفات خارقة، ومقصودهم: الكفر، والفسوق، والعصيان.

والأنبياءُ تُعينهم الملائكة؛ هم الذين يأتونهم، فيخبرونهم بالغيب، ويعاونونهم بتصرّفات خارقة؛ كما كانت الملائكة تُعين النبيّ صلى الله عليه وسلم في مغازيه مثل يوم بدر أمدّه الله بألف من الملائكة٣،

ويوم حنين٤ قال: {وَيَومَ


١ سورة الفرقان، الآية ٩.
٢ الكهّان، والسحرة.
٣ قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة النساء، الآية ١٢٣] . وفي صحيح مسلم: من حديث عمر بن الخطاب قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً. فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مدّ يديه فجعل يهتف بربه: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض"، فما زال يهتف بربه، مادّاً يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه، فألقاه على منكبيه، ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنّه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجلّ: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} [سورة الأنفال ٩] ، فأمده الله بالملائكة". صحيح مسلم ٣١٣٨٣-١٣٨٤، كتاب الجهاد والسير، باب الإمداد بالملائكة في غزوة بدر، وإباحة الغنائم.
٤ قال شيخ الإسلام رحمه الله عن هاتين الغزاتين: "إنهما غزاتان بينهما نحو ست سنين؛ كانت بدر في السنة الثانية من الهجرة، وكانت حنين في السنة الثامنة بعد فتح مكة. وإن بدراً مكان بين مكة والمدينة شامي مكة، ويماني المدينة. وحنين: واد قريب من الطائف شرقي مكة. وإنما قرن بينهما في الاسم؛ لأنّ الله أنزل فيهما الملائكة، وأيّد بهما نبيه والمؤمنين، حتى غلبوا عدوهم، مع قوة العدو في بدر، ومع هزيمة أكثر المسلمين أولاً بحنين. وامتن الله بذلك في كتابه".. ثم ذكر الآيات في ذلك؛ التي في النساء، الآية ١٢٣، والتي في التوبة ٢٥-٢٦.. الجواب الصحيح ٦٣٣٥-٣٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>