للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك: إذا وُصفت١ بأنّها معجزات، فلا بد أن يعجز كلّ من ليس بنبيّ، ولم يشهد للنبيّ بالنبوة؛ فيعجز جميع المكذبين للرسول، والشاكّين في نبوته من الجنّ والإنس.

وكذلك: إذا قيل: هي عجائب، والعجب٢: ما خرج عن نظيره، فلم يكن له نظير، فلا بُد أن يكون من العجائب التي لا نظير لها أصلاً عند غير الأنبياء؛ لا من الجن، ولا من الإنس.

[أما إذا] ٣ كان [ليست] ٤ لها نظير في شيء آخر، فهذا يؤيّد أنها من خصائص الأنبياء، ومن آياتهم.

الفرق بين النبي والمتنبئ

فهذا الموضع من فهمه فهماً جيّداً، تبيَّن له الفرقان في هذا النوع٥؛ فإنّ كثيراً من الناس٦ يصفها بأنها خوارق، ومعجزات، وعجائب، ونحو


١ أي الآية والعلامة والبينة والبرهان. وقد سبق أن ذكر المؤلف رحمه الله أن التسمية بالمعجزات حادثة، ولم تعرف في الكتاب والسنة بهذا الاسم. انظر ص ٩٤٢ من هذا الكتاب.
٢ سبق توضيح العجب. انظر ص ٩٩٤ من هذا الكتاب.
٣ في ((م)) ، و ((ط)) : فإذا.
٤ في ((م)) ، و ((ط)) : ليس.
٥ أي من الفرق بين النبي والمتنبئ، وبين الصادق والكاذب. فالشيخ رحمه الله يؤكّد أنّ ما يخصّ الأنبياء من خوارق ومعجزات وعجائب، لا بُدّ أن يكون خارقاً ومعجزاً لغيرهم، فلا يستطيع الجنّ والإنس أن يأتوا بمثله. هذا هو الفرق الذي يُعرف به الأنبياء، وتُعلم به معجزاتهم.
٦ وهم الأشاعرة، حيث جعلوا جنس ما يأتي به النبيّ والوليّ والساحر واحداً، إلاّ أنّ النبيّ يدّعي به النبوة ولا يعارض، والولي والساحر لا يدّعيان النبوة بذلك الخارق. والفرق بين الولي والساحر أنّ السحر لا يظهر إلا على فاسق، والكرامة لا تظهر على فاسق.
وقد سبق بيان ذلك مراراً. انظر ص ٩٥٦-٩٥٨ من هذا الكتاب. وانظر: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٩. والإرشاد للجويني ص ٣١٩، ٣٢٢-٣٢٣، ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>