للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبوة، كان معجزة، وإن وجد بدون دعوى النبوة، لم يكن معجزة١، فاحتاجوا لذلك أن يجعلوه مقارناً للدعوى.

قالوا: والدليل على [ذلك: أنّ مثل] ٢ آيات الأنبياء يأتي في آخر الزمان، إذا [جاءت] ٣ أشراط الساعة، ومع ذلك ليس هو من آياتهم٤.

وكذلك قالوا في كرامات الأولياء٥.

أشراط الساعة من آيات الأنبياء

وليس الأمر كذلك، بل أشراط الساعة هي من آيات الأنبياء٦، من وجوه؛

منها: أنهم أخبروا بها قبل وقوعها، فإذا جاءت كما أخبروا، كان ذلك من آياتهم.

ومنها: أنهم أخبروا بالساعة، فهذه الأشراط مصدّقة لخبرهم بالساعة، وكلّ من آمن بالساعة آمن بالأنبياء، وكلّ من كذب الأنبياء كذّب الساعة، قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوَّاً شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ


١ انظر: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٩. والإرشاد للجويني ص ٣٢٤، ٣٣١.
٢ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٣ في ((ط)) : جاتئت.
٤ وعلل التفتازاني ذلك بقوله: "لأنّ ما يقع في الآخرة من الخوارق ليست بمعجزة، ولأنّ ما يظهر عند ظهور أشراط الساعة وانتهاء التكاليف لا يشهد بصدق الدعوى، لكونه زمان نقض العادات وتغير الرسوم". شرح المقاصد للتفتازاني ٥١٣. وانظر: البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٨. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٠.
٥ انظر: الإرشاد للجويني ص ٣١٩. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧٤-١٧٥.
٦ سبق أن أوضح شيخ الإسلام ذلك في ص ٥٩٧ من هذا الكتاب.
وانظر عن إخباره صلى الله عليه وسلم بالكثير من الغيوب الماضية والحاضرة والمستقبلة، ودلالة ذلك على نبوته، في الجواب الصحيح ٦٨٠-١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>