للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خصائصه، كانت آية له سواء وجدت قبل ولادته، أو بعد موته، أو على يد أحد من الشاهدين له بالنبوة١، فكل هذه من آيات الأنبياء.

الرد على من قال من شرط آيات الأنبياء أن تقارن دعوى النبوة

والذين قالوا: من شرط الآيات أن تقارن دعوى النبوة٢: غلطوا غلطاً عظيماً، وسبب غلطهم: أنّهم لم يعرفوا ما يخص بالآيات، ولم يضبطوا خارق العادة بضابط يميّز بينها وبين غيرها، بل جعلوا ما للسحرة والكهّان، هو أيضاً من آيات الأنبياء، إذا اقترن بدعوى النبوة، ولم يُعارضه معارض.

وجعلوا عدم المعارض هو الفارق بين النبيّ وغيره، وجعلوا دعواه النبوة جزءاً من الآية٣، فقالوا: هذا [الخارق] ٤ إن وجد مع دعوى


١ هذه تُعدّ من الكرامات التي للأولياء. وقد سبق أن أوضح المؤلف رحمه الله أنّ كلّ كرامة حصلت لوليّ تابع لنبيّ، فهي معجزة لذلك النبيّ، لأنّ ذلك ما حصل له إلا باتباعه لذلك النبيّ.
ويجب أن نوضّح هنا: أنّ الأولياء لا يحصل على يديهم إلا آيات الأنبياء الصغرى. أما الكبرى فلا؛ مثل معراج الرسول صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم. ولكن الصغرى؛ مثل جنس تكثير الطعام والشراب فتحصل، لكن ليس بالمقدار والكيفية التي حصلت للنبيّ.
وانظر ما سبق من كلام المؤلف رحمه الله ص ٩٨٧ من هذا الكتاب.
٢ يقصد هنا الأشاعرة، كما هو واضح من تعليل المؤلف - رحمه الله - فيما بعد، وإلا فالمعتزلة يشترطون أنّ الخارق يقارن دعوى النبوة.
وقد تقدم ذلك. انظر ص ٩٨٧ من هذا الكتاب.
وانظر: شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار ص ٥٦٩. والإرشاد للجويني ص ٣١٤، ٣٢٠. والبيان للباقلاني ص ٤٦-٤٧. وأصول الدين للبغدادي ص ١٧١.
٣ يقول الجويني: "المعجزة لا تدلّ لعينها، وإنما تدلّ لتعلقها بدعوى النبي والرسالة". الإرشاد ص ٣١٩. وانظر البيان للباقلاني ص ٤٧-٤٩.
٤ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .

<<  <  ج: ص:  >  >>