للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَغَرَّتْهُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ} ١.

وقال تعالى: { [وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا] ٢ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ العَذَابِ عَلَى الكَافِرِينَ} ٣.

والإنس والجنّ منهم من آمن بالرسل، ومنهم من كذّبهم، فلا بُد أن يكون مما لا يقدر عليها جنس الإنس والجنّ.

ثمّ الكرامات [يخص] ٤ بها المؤمنين من الطائفتين٥، وأمّا آيات الأنبياء التي بها تثبت نبوتهم، وبها وجب على الناس الإيمان بهم، فهي أمرٌ [يخص] ٦ الأنبياء، لا يكون للأولياء، ولا لغيرهم، بل يكون من المعجزات الخارقة للعادات الناقضة لعادات جميع الإنس والجن غير الأنبياء.

فما كان الإنس أو الجن يقدرون عليه، فلا يكون وحده آية للنبي. أمّا ما تقدر عليه الملائكة: فذاك قد يكون من آياتهم؛ لأنهم لم يرسلوا إلى الملائكة٧، والملائكة لا تفعل شيئا إلا بإذن الله؛ فما تفعله الملائكة معهم، فهو بإذن الله، وهو ما خص به الأنبياء بخلاف الإنس والجن.


١ سورة الأنعام، الآية ١٣٠.
٢ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٣ سورة الزمر، الآية ٧١.
٤ في ((خ)) : يختص. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٥ أي من الإنس والجنّ.
٦ في ((خ)) : يختص. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٧ انظر كلام شيخ الإسلام رحمه الله المتقدم في هذا الكتاب، ص ١٧١. وانظر: البيان للباقلاني ص ١٠٢، ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>