للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[فلق] ١ البحر لموسى، وغير ذلك من الآيات التي بعث بها٢؛ فإنّ ذلك خلقه ليكون آيةً وعلامةً؛ وكان ذلك بسبب نبوّة موسى، وانجائه قومه، وبسبب تكذيب فرعون. [ومن جوّز] ٣ أنّ ذلك البحر، أو غيره ينفلق لموسى، من غير أن يكون هناك سبب إلهي يناسب ذلك، فهو مصابٌ في عقله.

اضطراب الأشاعرة في التفريق بين آيات الأنبياء وخوارق غيرهم

ولهذا اضطرب أصحاب هذا القول٤، ولم يكن عندهم ما يفرّقون بين دلائل النبوة وغيرها، وكانت آيات الأنبياء والعلم بأنها آيات [إنْ حقَّقوها على وجهها] ٥، فسدت أصولهم٦، وإن طردوا أصولهم، كذّبوا العقل والسمع، ولم يمكنهم؛ لا تصديق الأنبياء، ولا العلم بغير ذلك من أفعال الله تعالى التي يفعلها بأسباب وحكم، كما قد بُسِط هذا في موضع آخر٧.


١ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٢ انظر هذا المعنى من كلام شيخ الإسلام رحمه الله، وقوله أنّ المعجزات إنما تقع لسبب وحكمة، لا تحصل بغير سبب، في: الجواب الصحيح ٦٤٠١-٤٠٤.
٣ ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٤ وهم الأشاعرة.
٥ ما بين المعقوفتين ساقط من ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٦ من هذه الأصول: نفي الحكمة والتعليل عن أفعال الله، والقول بتكليف ما لا يُطاق، ونفي التحسين والتقبيح العقليين، وغير ذلك، مما سبق نقضه، من خلال كلام المؤلف رحمه الله تعالى في معرض رده على المخالفين.
٧ انظر: الجواب الصحيح ٦٣٩٣-٤٠٤. وشرح الأصفهانية ٢٤٧١-٤٩١، ٦٠٨-٦٢٤. ومجموع الفتاوى ٨٨١-١٥٨. ودرء تعارض العقل والنقل ٩٤٠-٤٤، ٥٢. وانظر ما سبق من كتاب النبوات، حيث تكلم الشيخ رحمه الله عن هذا الموضوع بالتفصيل في الصفحات: ١٥١-١٥٦، ٢٦٧، ٢٧٢-٢٨٢، ٥٠١-٥٠٥، ٥٦٤-٥٧٤، ٥٨٠-٥٩٠، ٥٤٩-٥٥٤، ٩٢٩-٩٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>