للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرحم الراحمين١، وخير الحاكمين٢، وخير الغافرين٣، وأحسن الخالقين٤، فلا يُوصف قطّ، إِلاّ بما يُوجب اختصاصه بالكمالات، والممادح، والمحاسن التي لا يساويه فيها غيره، فضلاً عن أن يكون لغيره النوع الفاضل، وله النوع المفضول.

ولهذا عاب الله المشركين؛ بأن {جَعَلُوا للهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبَاً فَقَالُوا هَذَا للهِ [بِزَعْمِهِمْ] ٥ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَان لِشُرَكَائِهِمْ فَلا يَصِلُ إِلَى اللهِ وَمَا كَانَ للهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ} ٦، فبئس الحكم حكمهم في هذا؛ كما أنه بئس الحكم حكمهم في جعل الذكور لهم، والإناث له.

[وساء: بمعنى بئس؛ كقوله: {سَاءَ مَثَلاً القَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا} ٧] ٨؛ أي بئس مثلاً مثلهم.

ولهذا قالوا في قوله: {سَاء ما يحكمون} : بئسما يقضون٩.

وقال تعالى: {أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ المَلائِكَةِ إِنَاثَاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ


١ قال تعالى: {وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} . [سورة الأعراف، الآية ١٥١] .
٢ قال تعالى: {وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ} . [سورة الأعراف، الآية ٨٧] .
٣ قال تعالى: {وَأَنْتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ} . [سورة الأعراف، الآية ١٥٥] .
٤ قال تعالى: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} . [سورة المؤمنون، الآية ١٤] .
٥ في ((ط)) : برغمهم.
٦ سورة الأنعام، الآية ١٣٦.
٧ سورة الأعراف، الآية ١٧٧.
٨ ما بين المعقوفتين ساقط من ((ط)) .
٩ قال البغوي في تفسير هذه الآية: بئس ما يقضون لله البنات، ولأنفسهم البنين. تفسير البغوي ٣٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>