للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَوْلاً عَظِيمَاً} ١، وقال تعالى: {وَجَعَلُوا لَهُ مِنْ عِبَادِهِ جُزْءَاً إِنَّ الإِنْسَانَ لَكَفُورٌ مُبِين أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُمْ بِالبَنِينَ وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلاً ظَلَّ وَجْهُه مُسْوَدَّاً وَهُوَ كَظِيم أَوَ مَنْ يُنَشَّأَ في الحِلْيَةِ وَهُوَ في الخِصَامِ غَير مُبِين وَجَعَلُوا المَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثَاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ} ٢.

قياس الأولى

فهذه الطريقة - وهو أنّ ما يستحقه المخلوق من الكمال الذي لا نقص فيه، فالخالق أولى به، وما يُنزَّه عنه المخلوق من العيوب المذمومة، فالخالق تعالى أولى بتنزيهه عن كلّ [عيبٍ] ٣ وذمّ٤، وهو سبحانه القدّوس، السلام، الحميد، المجيد - من أبلغ الطرق البرهانية، وهي مستعملة في القرآن في غير موضع٥.

فلذلك يقال: الواحد من الناس قادرٌ على إرسال رسول، وعلى أن يرسل نشابة٦، وعلامة يعرفه المرسل إليهم بها صدقه.

فكيف لا يقدر الرب على ذلك؟.

ثمّ إذا أرسله إليهم، وأمرهم بتصديقه وطاعته، ولم يعرّفهم أنّه رسوله، كان هذا من أقبح الأمور.


١ سورة الإسراء، الآية ٤٠.
٢ سورة الزخرف، الآيات ١٥-١٩.
٣ رسمت في ((خ)) : عين. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ وهو قياس الأولى. وقد تقدم توضيحه في ص ٧٧٩، وتقدمت الإشارة إليه في ص ١٠٩٢ من هذا الكتاب.
٥ انظر ما سبق ص ٨٢١-٨٢٢.
٦ سبق التعريف بها في ص ٧١٤ من هذا الكتاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>