للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خيرٌ من المعتزلة، وفي الأفعال من بعض الوجوه١.

الغزالي ترك طريقة الأشاعرة في الاستدلال بالمعجزات على ثبوت النبوة

ولهذا لما ظهر للغزالي ونحوه [ضعّف] ٢ طريق الاستدلال بالمعجزات الذي سلكه شيوخه، وهو لا يعرف غيره؛ أعرض [عنها] ٣، وذكر أنه إنما علم ثبوت النبوة بقرائن تعجز عنها العبارة، وهي علوم ضرورية حصلت له على الطول. وجعل الدليل على النبوة هو العلم بأنّ ما جاء به حقّ من غير جهته.

وهذه طريق صحيحة قد سلك الجاحظ٤ نحواً منها٥.


١ قال شيخ الإسلام رحمه الله في معرض كلامه عن الضرارية والنجارية: "والكلابية والأشعرية خير من هؤلاء في باب الصفات؛ فإنهم يثبتون منه الصفات العقلية، وأئمتهم يثبتون الصفات الخبرية في الجملة ... وأما في باب القدر ومسائل الأسماء والأحكام فأقوالهم متقاربة..".
ثم قال رحمه الله عن المعتزلة: "وأما المعتزلة فهم ينفون الصفات، ويُقاربون قول جهم، لكنهم ينفون القدر، فهم وإن عظموا الأمر والنهي والوعد والوعيد وغلوا فيه، فهم يكذبون بالقدر، ففيهم نوع من الشرك في هذا الباب". التدمرية ص ١٩١، ١٩٣.
وقال رحمه الله عن الأشاعرة: "فإنهم أقرب طوائف أهل الكلام إلى السنة والجماعة والحديث، وهم يعدون من أهل السنة والجماعة عند النظر إلى مثل المعتزلة والرافضة، بل هم أهل السنة والجماعة في البلاد التي يكون أهل البدع فيها هم المعتزلة والرافضة ونحوهم". بيان تلبيس الجهمية ٢٨٧. وانظر درء تعارض العقل والنقل ٦٢٩٢.
٢ في ((خ)) : ضعيف. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٤ هو عمرو بن بحر بن محبوب، أبو عثمان الجاحظ البصري المعتزلي. متبحر ذو فنون، وصاحب تصانيف، وكان ماجناً قليل الدين، له نوادر، أخباري علامة، وهو صاحب الطريقة الجاحظية من المعتزلة.
توفي سنة ٢٥٥ ?.
انظر: سير أعلام النبلاء ١١٥٢٦-٥٣٠. وشذرات الذهب ٢١٢١. والأعلام ٥٧٤.
٥ وقد بسط شيخ الإسلام رحمه الله القول في هذا الموضوع. انظر: درء تعارض العقل والنقل ٣٣٥٣-٣٥٤، ٩٤٦-٤٩، ونقل رحمه الله عن الجاحظ قوله: "معرفة الله تقع ضرورة في طباع نامية عقب النظر والاستدلال، وأن العبد غير مأمور بها) . درء تعارض العقل والنقل ٧٣٥٤.
وانظر: المصدر نفسه ٩٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>