للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النبوة التي يثبتها الغزالي هي نبوة الفلاسفة.

ولكن النبوة التي علمها أبو حامد هي النبوة التي [يثبتها] ١ الفلاسفة، وهي من جنس المنامات، ولهذا استدلّ على جوازها بمبدأ الطب والهندسة، ونحو ذلك٢.

وأمر النبوة أعظم من هذا بكثير، وتلك النبوة موجودة لخلق من الناس، فلهذا لا يوجد للنبوة عندهم ما تستحقه من التصديق والاحترام، ولا يعتمدون عليها في استفادة شيء من العلم الخبري، وهي الإنباء بالغيب وهي خاصة النبوة.

الرازي متردد بين نبوة الفلاسفة والأشاعرة

والرازي كلامه في النبوة متردد بين نبوة الفلاسفة، ونبوّة أصحابه هؤلاء٣، كما ترى٤، وليس في واحدٍ من الطريقين إثبات النبوة التي خصّ الله بها أنبياءه.

فلهذا ضعفت معرفة هؤلاء بالأنبياء، وضعف أخذ العلم من طريقهم، لا سيما وقد عارضوا كثيراً ممّا جاء عنهم بالعقليات٥، ودخلوا فيما هو أبعد عن الهدى والعلم؛ من العقليات، والذوقيات التي من سلكها ضلّ ضلالاً بعيداً.


١ في ((م)) ، و ((ط)) : تثبتها.
٢ وقد مضى استدلال الغزالي على إثبات النبوة بهذه الطريق. انظر ص ٢٢٨، ٧٣٢-٧٣٣، ٩٦٦ من هذا الكتاب. وانظر شرح الأصفهانية ٢٥٥٨.
٣ أي الأشاعرة.
٤ انظر اضطرابه في النبوات، وميله إلى أقوال الفلاسفة في: المباحث المشرقية ٢٥٢١-٥٢٢. وانظر: بيان تلبيس الجهمية ١١٢٢. وانظر اضطراب الأشاعرة في النبوة فيما مضى من هذا الكتاب، ص ٥٧٣-٥٧٦، ٦١٢، ٧٤٧-٧٥٣، ٩٥٤-٩٦٥.
٥ أي عارضوا ما جاء عن الأنبياء بعقلياتهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>