للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي الصحيحين: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليأخذن أمتي ما أخذ الأمم قبلها شبراً بشبر، وذراعاً بذراع. قالوا: يا رسول الله! فارس والروم؟ قال: ومن النَّاس إلا هؤلاء"١.

وفي السنن: لما قال له بعض أصحابه: "اجعل لنا ذات أنواط كما لهم ذات أنواط. قال: الله أكبر قلتم كما قال [قوم] ٢ موسى: اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة. ثم قال: إنه السنن لتركبن سنن من كان قبلكم" ٣.

وقال تعالى: {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا في الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُكَذِّبِينَ} ٤.

ولهذا احتج من احتج بسنة الله وعادته في مكذبي الرسل٥؛ كقول


١ أخرجه البخاري عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة رضي الله عنهما، ٦٢٦٦٩، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لتتبعن سنن من كان قبلكم"، مع اختلاف في الألفاظ.
وأخرجه مسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ٤٢٠٥٤، كتاب العلم، باب اتباع سنن اليهود والنصارى.
٢ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.
٣ أخرجه الترمذي في جامعه ٤٤٧٥، كتاب الفتن، باب ما جاء: "لتركبن سنن من كان قبلكم"، وقال: حسن صحيح. وأحمد في المسند٥٢١٨. وابن حبان (الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان ٨٢٤٨) . والحاكم في المستدرك ٤٤٥٥، وقال: صحيح، ووافقه الذهبي.
٤ سورة آل عمران، الآية ١٣٧.
٥ كأنّ الشيخ رحمه الله يُشير إلى احتجاج عثمان بن عفان رضي الله عنه بهذه الآية؛ وهو ما أورده ابن كثير عن ابن أبي حاتم بسنده إلى ابن أبي ليلى الكندي، قال: كنت مع مولاي أمسك دابته، وأحاط الناس بعثمان بن عفان إذ أشرف علينا من داره فقال: {وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ} ، يا قوم لا تقتلوني، إنكم إن قتلتموني كنتم هكذا. وشبّك بين أصابعه. تفسير ابن كثير ٢٤٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>