للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شعيب: {ويَا قَوم لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلَ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَومَ صَالِح وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيد} ١.

وقال مؤمن آل فرعون: {يَا قَومِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الأَحْزَابِ مِثْلَ دَأبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ وَمَا اللهُ يُرِيدُ ظُلْمَاً لِلْعِبَاد} ٢.

وقال تعالى: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ} ٣.

معنى الدأب

والدأب: العادة في ثلاثة مواضع٤، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ ولا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئَاً وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّار كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ العِقَاب} ٥.

قال ابن قتيبة٦ وغيره٧: الدأب: العادة، ومعناه: كعادة آل فرعون، يريد كفر اليهود٨ كلّ فريق بنبيّهم.


١ سورة هود، الآية ٨٩.
٢ سورة غافر، الآيتان ٣٠-٣١.
٣ سورة آل عمران، الآية ١١. وكذلك سورة الأنفال في الآيتين ٥٢، ٥٤.
٤ في سورة آل عمران، الآية ١٠، وفي سورة الأنفال، الآيتان ٥٢، ٥٤، وفي سورة غافر، الآية ٣١.
٥ سورة آل عمران، الآيتان ١٠-١١.
٦ هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، أبو محمد. من أئمة الأدب، ومن المصنفين المكثرين. ولد ببغداد، وسكن الكوفة، ثم ولي قضاء الدينور مدة، فنسب إليها، وتوفي ببغداد. وله كتب كثيرة مثل: تأويل مختلف الحديث، وعيون الأخبار، ومشكل القرآن، وتفسير غريب القرآن. ولد سنة ٢١٣، وتوفي سنة ٢٧٦ ?. انظر: سير أعلام النبلاء ١٣٢٩٦. والأعلام ٤١٣٧.
٧ قال ابن الأنباري: والكاف في {كدأب} : متعلقة بفعل مضمر، كأنه قال: كفرت اليهود ككفر آل فرعون. زاد المسير ١٣٥٥.
٨ زاد المسير ١٣٥٥. وقال ابن قتيبة بعد هذه العبارة: ككفر من قبلهم. وهذا المعنى الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>