للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأُوْلَئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّار [كَدَأْبِ] ١ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ العِقَاب} ٢؛ أي فهؤلاء لا [تدفع] ٣ عنهم أموالهم وأولادهم عذاب الله إذ جاءهم، كدأب آل فرعون.

وكذلك قوله: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا المَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الحَرِيق ذَلكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ للعَبِيد} ٤، [إلى قوله:] ٥ {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَونَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ} ٦. فهذا كله يقتضي التشبيه في العذاب.

وأما الطائفة الأخرى: فجعلوا الدأب نفس فعل الرب بهم، وعقوبته لهم:

قال مكي بن أبي طالب٧: "الكاف [في] ٨ (كدأب) في [مواضع] ٩


١ في ((خ)) رسمت: كذاب.
٢ سورة آل عمران، الآيتان ١٠-١١.
٣ في ((خ)) : يدفع. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٤ سورة الأنفال، الآيتان ٥٠-٥١.
٥ ما بين المعقوفتين ليس في ((خ)) ، وهو في ((م)) ، و ((ط)) .
٦ سورة الأنفال، الآية ٥٤.
٧ مكي بن أبي طالب، حموش بن محمد بن مختار الأندلسي القيسي، أبو محمد. مقرئ، عالم بالتفسير والعربية، من أهل القيروان. ولد فيها، وطاف في بعض بلاد المشرق، ثم سكن قرطبة، وخطب وأقرأ بجامعها، وتوفي فيها. له كتب كثيرة، منها: مشكل إعراب القرآن، والكشف عن وجوه القراءات وعللها. ولد سنة ٣٥٥، وتوفي سنة ٤٣٧ ?.
انظر: سير أعلام النبلاء ١٧٥٩١. والأعلام ٧٢٨٦.
٨ في زاد المسير: من.
٩ في زاد المسير: موضع.

<<  <  ج: ص:  >  >>