للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك لما قال: إنِّي رسول الله، [أتى] ١ مع ذلك بآيات دلّت على صدقه.

وكذلك في مكانه وزمانه، ظهر من انشقاق القمر وغيره ما دلّ على نبوته.

لكنّ آيات الأنبياء أعمّ من ذلك، كما أن دليل كلّ شيء أعمّ من أن يختص بمعنى المدلول وزمانه ومكانه.

وبهذا يظهر خطأ كثير من الناس في عدم معرفتهم بجنس آيات الأنبياء، لعدم تحقيقهم جنس الأدلة والبراهين٢.

وإنّ خاصة الدليل: أنّه يلزم من تحقّقه تحقّق المدلول عليه فقط، سواء كان مقارناً للمدلول عليه، أو كان حالاً في محله، أو مجاوزاً لمحله، أو لم يكن كذلك.

هل النبوة صفة ثبوتية أم لا؟

والنبوّة قد قال طائفة من الناس: إنّها صفة في النبي٣.


١ في ((خ)) : أي. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ قال شيخ الإسلام رحمه الله: "إن ما يعلم بالدليل إنما يعلم إذا علم أن الدليل مستلزم له ليكون دليلاً عليه، وهذه هي الآية والعلامة. وكذلك الاسم إنما يدل على المسمى إذا عرف أنه اسم له، وذلك مشروط بتصور المدلول عليه اللازم، وبأن هذا ملزوم له. ولهذا قيل: إن المقصود بالكلام ليس هو تعريف المعاني المفردة، لأن المعنى المفرد لا يفهم من اللفظ حتى يعرف أن اللفظ دال عليه، فلا بدّ أن يعرف أن هذا اللفظ موضوع لهذا المعنى حتى تعرف دلالتها عليه". درء تعارض العقل والنقل ٨٥٣٠.
٣ والذين قالوا ذلك هم المعتزلة والفلاسفة.
قال شيخ الإسلام رحمه الله عن المعتزلة: إنهم يقولون: "إن النبوة أو الرسالة جزاء على عمل متقدم، فالنبي فعل من الأعمال الصالحة ما استحق به أن يجزيه الله بالنبوة. وهؤلاء القدرية في شق، وأولئك الجهمية الجبرية في شق". منهاج السنة النبوية ٢١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>