للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنعه من الجماع هو من جنس المرض المانع له من ذلك.

والحب والبغض لبعض الناس، كما يفعله الساحر، هو من استعانته بالشياطين، وهو من جنس مقدور الإنس. بل شياطين الإنس قد يؤثرون من البغض والحب أعظم مما تؤثره شياطين الجن.

والجنّ [تقدر] ١ على الطيران في الهواء، وهو من الأعمال. والطيور تطير، فهو من جنس مقدور الإنس. لكن يختلف المحل [بأنّ] ٢ هؤلاء سيرهم في الهواء، والإنس سيرهم على الأرض.

وكذلك المشي على الماء، وطيّ الأرض؛ وهو قطع المسافة البعيدة في زمان قريب: هو من هذا الجنس، هو مما تفعله الجن، وهو مما تفعله الجن ببعض الناس. وقد أخبر الله عن العفريت أنه قال لسليمان عن عرش بلقيس وهو باليمن وسليمان بالشام: {أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ} ٣. ولهذا يوجد كثيرٌ من الكفار والفساق والجهال تطير بهم الجن في الهواء، وتمشي بهم على الماء، وتقطع بهم المسافة البعيدة في المدة القريبة.

وليس شيءٌ من ذلك من آيات الأنبياء٤، ولله الحمد والمنة؛ إذ كان مقدور الإنس والجنّ، والإخبار ببعض الأمور الغائبة التي يأتي بها الكهّان، هو أيضاً من مقدور الجنّ؛ فإنهم تارة يرون الغائب فيخبرون به، وتارة يسترقون السمع من السماء فيخبرون به، وتارة


١ في ((خ)) : يقدر. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ في ((خ)) : أنّ. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ سورة النمل، الآية ٣٩.
٤ وقد ذكر الشيخ رحمه الله قصصاً كثيرة من هذا النوع.
انظر: مجموع الفتاوى١٨٢-٨٣، ١٦٨-١٧٨. ومنهاج السنة النبوية ٨٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>