للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يسترقون وهم يكذبون في ذلك؛ كما أخبر النبيّ صلى الله عليه وسلم عنهم١.

وما تخبر به الأنبياء من الغيب، لا يقدر عليه إنس، ولا جنّ، ولا كذب فيه.

وأخبار الكهان وغيرهم كذبها أكثر من صدقها، وكذلك كل من تعود الإخبار عن الغائب؛ فأخبار الجن لا بد أن [تكذب] ٢، فإنه من طلب منهم الإخبار بالمغيّب كان من جنس الكهان، وكذبوه في بعض ما يخبرون به، وإن كانوا صادقين في البعض.

وقد ثبت في الصحيح: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن الكهّان؟ فقيل له: إنّ منا قوماً يأتون الكهان؟ قال: "فلا يأتوهم" ٣.

وثبت عنه في الصحيح أنه قال: "من أتى عرافاً، فسأله عن شيء، لم تقبل له صلاة أربعين يوماً"٤.


١ يُشير شيخ الإسلام رحمه الله تعالى إلى حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسٌ عن الكهان، فقال: "ليسوا بشيء"، فقالوا: يارسول الله إنهم يحدثون أحياناً بالشيء فيكون حقاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني، فيقرقرها في أذن وليه، فيخلطون معها أكثر من مائة كذبة".
أخرجه البخاري٥٢١٧٣، كتاب الطب، باب الكهانة. ومسلم٤١٧٥٠، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان.
٢ في ((خ)) : يكذب. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٣ أخرجه مسلم في صحيحه ٤١٧٤٨-١٧٤٩، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان، مع اختلاف في اللفظ.
٤ أخرجه مسلم في صحيحه ٤١٧٥١، كتاب السلام، باب تحريم الكهانة وإتيان الكهان. وأحمد في مسنده ٤٦٨،، ٥٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>