للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي السنن عنه أنه قال: "من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد"١.

والنبي صلى الله عليه وسلم لمّا أُسري به من المسجد الحرام إلى المسجد [الأقصى] ٢، لم يكن المقصود مجرّد وصوله إلى الأقصى، بل المقصود ما ذكره الله [بقوله] ٣: {لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا} ٤، كما قال في سورة النجم: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى عِنْدَ سِدْرَةِ المُنْتَهَى عِنْدَها جَنَّة المَأوَى إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى مَا زَاغَ البَصَرُ وَمَا طَغَى لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الكُبْرَى} ٥.

وما رآه مختص بالأنبياء، لا يكون ذلك لمن خالفهم، ولا يريه الله تعالى ما أراه محمدا حين أسرى به. وكذلك صلاته بالأنبياء في المسجد الأقصى، وركوبه على البراق؛ هذا كله من خصائص الأنبياء.

بعض خوارق الشياطين لأوليائهم

والذين تحملهم الجن، وتطير بهم من مكان إلى مكان، أكثرهم لا يدري كيف حُمِل، بل يُحمَل الرجل إلى عرفات، ويرجع، وما يدري كيف حملته الشياطين، ولا يدعونه يفعل ما أمر الله به كما أمر الله به، بل قد يقف بعرفات

من غير إحرام ولا إتمام مناسك الحج، وقد يذهبون به إلى مكة،


١ أخرجه أبو داود في سننه ٤١٥-١٦، كتاب الطب، باب في النجوم. وأحمد في مسنده ١٢٢٧، ٣١١. قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب: رواه أبو داود بإسناد صحيح. (تيسير العزيز الحميد ص ٤٠٠) . وصححه الألباني (انظر: السلسلة الصحيحة ٢٤٣٥رقم ٧٩٣. ومشكاة المصابيح ٤٦٠٤) . وقال محقق معارج القبول (٢٥٦٢) : وسنده صحيح.
٢ ما بين المعقوفتين ملحق بهامش ((خ)) .
٣ في ((ط)) : بقول.
٤ سورة الإسراء، الآية ١.
٥ سورة النجم، الآيات ١٣-١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>