للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس هو قربةٌ وطاعةٌ، وصاحبه لا يزداد بذلك منزلة عند الله؛ فإنّ التقرّب إلى الله إنّما يكون بواجبٍ أو مستحب، وهذا ليس بواجب ولا مستحب، بل يُضلّون صاحبه، ويصدّونه عن تكميل ما يحبه الله منه؛ من عبادته، وطاعته، وطاعة رسوله، ويوهمونه أن هذا من أفضل الكرامات، حتى يبقى طالباً له، عاملاً عليه.

وهم بسبب إعانتهم له على ذلك، قد استعملوه في بعض ما يريدون، ممّا ينقص قدره عند الله، أو وقوعه في ذنوب، وإن لم يعرف أنها ذنوب؛ فيكون ضالاً ناقصاً، وإن غُفِر له ذلك لعدم علمه؛ فإنّه نقصُ درجته، وخفض [منزلته] ١ بذلك الذي أوهموه أنه رَفَعَ درجته وأعلا منزلته.

وهذا من جنس ما [يفعله] ٢ السحرة؛ فإنّ الساحر قد يصعد في الهواء والناس ينظرونه، وقد يركب شيئا من الجمادات؛ إما قصبة، وإما خابية، وإما مكنسة٣، وإما غير ذلك؛ فيصعد به في الهواء، وذلك أن الشياطين تحمله.

وتفعل الشياطين هذا ونحوه بكثيرٍ من العبّاد والضلال؛ من عبّاد المشركين، وأهل الكتاب، والضُلاّل من المسلمين؛ [فتحملهم] ٤ من مكان إلى مكان.


١ في ((خ)) : منزله. وما أثبت من ((م)) ، و ((ط)) .
٢ في ((م)) ، و ((ط)) : تفعله.
٣ المكنسة - بكسر الميم - ما يُكنس به.
وقد تقدم التعريف بها ص ١٦٤.
٤ في ((م)) ، و ((ط)) : فيحملهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>