للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمسيح عليه السلام كان يخبر المؤمنين بما يأكلون وما يدخرون ممّا ذُكر اسم الله عليه، والشياطين لا تعلم به١.

ولهذا من [تكون] ٢ أخباره عن شياطين تُخبره، لا يكاشف أهل الإيمان والتوحيد، وأهل القلوب المنورة بنور الله، بل يهرب منهم، ويعترف أنه لا يكاشف هؤلاء وأمثالهم.

خوارق الشياطين لأوليائهم لا تظهر أمام أهل القرآن والإيمان

وتعترف الجن والإنس الذين خوارقهم بمعاونة الجن لهم [أنهم] ٣ لا يمكنهم أن يظهروا هذه الخوارق بحضرة أهل الإيمان والقرآن، ويقولون:


١ قال الإمام الطبري رحمه الله موضحاً الفرق بين علم الأنبياء وما يعلمه الشياطين: "فإن قال قائل: وما كان في قوله لهم: {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [سورة آل عمران، ٤٩] من الحجة له على صدقه، وقد رأينا المتنجمة والمتكهنة تخبر بذلك كثيراً فتصيب؟ قيل: إن المتنجم والمتكهن معلوم منهما عند من يخبره بذلك أنهما ينبئان به عن استخراج له ببعض الأسباب المؤدية إلى علمه، ولم يكن ذلك كذلك من عيسى صلوات الله عليه، ومن سائر أنبياء الله ورسله، وإنما كان عيسى يخبر به عن غير استخراج ولا طلب لمعرفته باحتيال، ولكن ابتدأ بإعلام الله إياه من غير أصل تقدم ذلك احتذاه أو بنى عليه، أو فزع إليه كما يفزع المتنجم إلى حسابه والمتكهن إلى رئيه، فذلك هو الفصل بين علم الأنبياء بالغيوب وإخبارهم عنه، وبين علم سائر المتكذبة على الله أو المدعية علم ذلك". تفسير الطبري ٣٢٧٨. وانظر أيضاً روح المعاني للآلوسي ٣١٧٠-١٧١.
٢ في ((م)) ، و ((ط)) : يكون.
٣ ما بين المعقوفتين ملحق في ((خ)) بين السطرين.

<<  <  ج: ص:  >  >>