للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القول الرَّابع: أنَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بولاية السلطنة، أو خصوصية له. وإليك بيان ذلك بالتفصيل ما أمكن، وما أورد على كلٍّ منها والله الموفِّق.

فأمّا القول الأوَّل: وهو أنَّ الذي زوَّجها هو ابنها عمر بن أبي سلمة، فدليله قول أمّ سلمة في هذا الحديث "قم يا عمر"، وفي بعضها فقالت لابنها: قم يا عمر فزوِّج رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما في رواية النسائي، وا لحاكم، وا لبيهقي١.

وعلى هذا قيل: كيف يتولَّى نكاحها وهو صبيٌّ صغيرٌ؟

قال ابن حزم: عمر بن أبي سلمة كان يومئذ صغيرًا لم يبلغ، هذا لا خلاف فيه بين أحد من أهل العلم بالأخبار"٢.

وقد حاولت تتبّع ما قيل في تحديد مولده، فوجدت في ذلك اختلافًا واضطرابًا شديدًا.

فقد أنكر الإمام أحمد، وكذلك البيهقي، أن يكون (عمر بن أبي سلمة) صغيرًا حين تزوّج رسول الله صلى الله عليه وسلم أمَّه.

قال ابن القيم- في (جلاء الأفهام) في ترجمة أمِّ سلمة رضي الله عنها- قال: "وقد زوَّجها٣ ابنها عمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم وردّت


١ انظر مصادر التخريج السابق (ص ١٨٥) .
٢ المحلى لابن حزم (٩/٤٥٧) .
٣ في الأصل: وقد (سمعها) ولاشك أنها تصحيف، والصواب: وقد زوَّجها

<<  <  ج: ص:  >  >>