للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض العلماء أنَّها تقول لابنها عمر بن أبي سلمة. وقد كان إذ ذاك صغيراً، لا يلي مثله العقد، وقد جمعت في ذلك جزءاً مفرداً بيّنت فيه الصواب في ذلك ولله الحمد والمنّة، وأنّ الذي ولي عقدها عليه ابنها "سلمة بن أبي سلمة" وهو أكبر ولدها، وساغ هذا لأنَّ أباه "ابن عمِّها" فالابن ولاية أمِّه إذا كان سببا لها من غير جهة البنوّة بالإجماع، وكذا إذا كان معتقاً أو حاكماً، فأمَّا محض البنوّة فلا يلي بها عقدة النكاح عند الشافعي وحده، وخالفه الثلاثة أبو حنيفة، ومالك، وأحمد رحمهم الله. انتهى المقصود من كلام ابن كثير رحمه الله١.

وهذا القول هو اختيار الحافظ ابن حجر كما في الإصابة ٢.

وأمَّا القول الثَّالث: فهو أنَّ الذي تولّى إنكاحها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وأنَّه هو المخاطب في هذا الحديث، لا "عمر بن أبي سلمة"، وأنَّ لفظة "ابنها" وهم من الرواة، أي أنَّ أصل هذا الحديث "قم يا عمر" كما هو الغالب في روايات هذا الحديث؛ وذلك لأنَّ عمر-رضي الله عنه-كان السفير بينهما، كما في رواية النسائي، وابن الجارود،


١ البداية والنهاية لابن كثير (٤/ ٩٠- ٩١) ، وانظر الإصابة (٤/٢٣٦) وانظر أيضا: سير أعلام النبلاء للذهبي (٤/ ٤٠٨) ، إلاّ أنّه يلاحظ عليه ما سبق في الحاشية رقم (٢) ص: ١٩٤.
٢ انظر: الإصابة (٢/ ٦٦ ترجمة سلمة بن أبي سلمة) ، (٤/ ٢٣٦ منها ترجمة أمامة بنت حمزة) .

<<  <  ج: ص:  >  >>