للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا التوجيه الأخير، وكذلك قوله فيما سبق: إنَّ الولاية تثبت للحاجة لا غير، كلاهما مبنى على المشهور من مذهب الحنفية، وهو أنّه لا ولاية على المرأة بعد بلوغها، وإنّما تثبت الولاية لعجز الموليِّ عليه؛ لصغر، أو جنون، ونحوهما، ولا يخفى أنَّ الرَّاجح ثبوت الولاية على الأنثى مطلقًا، صغيرة أم كبيرة.

وأمَّا القول بأنّ إنكاح الصّغيرة ينافي مقصود النّكاح طبعًا؛ لعدم الشهوة، وشرعاً؛ لعدم النسل، فهذا أحسن توجيه لهذا القول، ولكن ثبت حديث عائشة في تزويجها صغيرة كما سيأتي. إن شاء الله تعالى.

ثانياً: دليل من أجاز للأب تزويجها دون غيره من الأولياء.

وأمَّا من أجاز للأب تزويج ابنته البكر دون غيره من الأولياء فاستدلَّ بما يلي:

١- حديث عائشة رضي الله عنها: "أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم تزوَّجها وهي بنت ست سنين، وأدخلت عليه وهي بنت تسع".

وهذا الحديث قد رواه الأئمة: أحمد والبخاري- وهذا لفظه- ومسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه وابن الجارود والحاكم والبيهقي وغيرهم١.


١ تخريجه:
١- أحمد: (١٦/١٥٩ ترتيب المسند للساعاتي. نكاح. باب ما جاء في إجبار البكر واستئمار الثيب) .
٢- البخاري: (٩/١٩٠ الفتح) نكاح. باب إنكاح الرجل ولده الصغار. وفي مواضع أخر من الصحيح، انظر الإشارة إلى أطرافه (٧/٢٢٣ فتح الباري) .
٣- مسلم: (٩/٢٠٦-٢٠٨نووي) . نكاح. باب تزويج الأب البكر الصغيرة.
٤- أبو داود: (٦/١٥٨عون المعبود) . نكاح، باب تزويج الصغار.
٥- النسائي: (٦/ ٨٢-٨٣ مع حاشيتي السيوطي والسندي) . نكاح. إنكاح الرجل ابنته الصغيرة.
٦- ابن ماجه: (١/٦٠٣-٦٠٤) . نكاح. باب نكاح الصغار يزوجهنَّ الآباء.
٧- ابن الجارودي: (ص ٢٣٩ مع تخريجه) . نكاح.
٨- الحاكم: (٢/١٦٧ نحوه) . نكاح.
٩- البيهقي: (٧/١١٤) . نكاح باب ما جاء في إنكاح الآباء الأبكار.
وانظر إرواء الغليل: (٦/٢٣٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>