للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سابعًا: دليل من أجاز لجميع الأولياء تزويجها سواء بلغت تسعًا أم أقلّ.

وأمَّا من أجاز لجميع الأولياء تزويج البكر الصّغيرة- سواء بلغت تسعًا أم أقلَّ من ذلك، وسواء كان وليّها أباها أم جدَّها- فقد احتجُّوا بظاهر عموم القرآن، والسنّة، والآثار، والمعقول، ومن ذلك ما يلي:

أ- الأدلّة من القرآن الكريم:

أولاً: قوله تعالى: {واللاَّئي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدّتهنَّ ثلاثة أشهر واللاَّئي لم يحضن} ١.

ففي قوله تعالى: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} إثبات لعدّة الصغيرة التي لم تبلغ المحيض، وسبب العدّة شرعًا هو النّكاح، فدلّ ذلك على تصوّر نكاح الصّغيرة، فبطل بذلك منع من منع من إنكاح الصّغيرة مطلقًا كابن شبرمة، وأبي بكر الأصمّ، كما أنَّ ظاهره عامٌّ أيضًا في تزويج الآباء، وغيرهم من سائر الأولياء٢. والله أعلم.


١ سورة الطلاق- آية رقم: (٤) .
٢ انظر: المبسوط (٤/٢١٢) ، وفتح القدير (٣/ ٢٧٤) ، وأحكام القرآن للجصاص (٢/ ٤ ٥) ، والمغني لابن قدامة (٧/٣٨٠، والشرح ٣٨٦) ، والفتاوى لابن تيمية (٣٢/٤٤-٤٨) ، وفتح الباري (٩/ ١٨٩-١٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>