للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

علما: "يا هبَ"، وفي حارية لمعيَّنَةٍ: "يا جاريَ"؛ قال١: [الرجز]

٤٥٢- جَارِيَ لا تستنكري عذيري٢


١ القائل: هو العجاج بن رؤبة، الراجز المشهور، وقد مرت ترجمته.
٢ تخريج الشاهد: هذا بيت من مشطور الرجز، أو صدر بيت من الرجز؛ يخاطب فيه امرأته، عندما أنكرت عليه تأهبه للسفر؛ وعجزه قوله:
سيرى وإشفاقي على بعيري
وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ١٨٥، والأشموني: ٩٠٩/ ٢/ ٤٦٨"، وسيبويه: ١/ ٣٢٥،٣٣٠، والمقتضب: ٤/ ٢٦٠، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٨٨، وشرح المفصل: ٢/ ١٦، ٣٣٠، والمقرب: ٣٧، والخزانة: ١/ ٢٨٣، والعيني: ٤/ ٢٧٧، واللسان "شقر، عذر، جرس" والصحاح "ع ذ ر" وديوان العجاج: ٢٦.
المفردات الغريبة: لا تستنكري: لا تعديه أمرا منكرا. عذيري، العذير: ما يعذر الإنسان في عمله فعلا كان أو تركا. والمراد هنا: الحال التي يزاولها، وعذير الرجل: من يعذره.
المعنى: لا تنكري على يا جارية تأهبي لسفر والذهاب في الأرض للبحث عن العيش، وعطفي وإشفاقي على بعيري؛ فالسعي واجب على كل إنسان، والعطف على الحيوان من الإيمان. قيل: أنه كان يعمل حلسا لبعيره استعدادا لسفر فهزئت منه.
الإعراب: جاري: منادى مرخم- بحرف نداء محذوف- والأصل: يا جارية؛ فرخم المنادى، وحذف حرف النداء؛ وهو نكرة مقصودة مبني على الضمة المقدرة على الياء؛ أو على التاء المحذوفة في محل نصب على النداء. لا: ناهية. تستنكري: فعل مضارع مجزوم بـ "لا" وعلامة جزمة حذف النون؛ والياء المؤنثة المخاطبة في محل رفع فاعل.
عذيري: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم، وهو مضاف، وياء المتكلم: مضاف إليه.
موطن الشاهد: "جاري".
وجه الاستشهاد: مجيء "جاري" منادى نكرة مقصودة مرخما بحذف التاء من آخره؛ كما حذف حرف النداء، ومعلوم أن "جارية" اسم جنس -بحسب أصله- ونداء اسم الجنس مع حذف حرف النداء مختلف في جوازه، فضلا عن ترخيمه؛ فمن النحاة من قال: ليس هو من الضرورات التي لا تجوز إلا للشعراء؛ وليس هو من الكثرة بحيث يجوز في كل حال؛ والراجح أنه قليل.
وأما ترخيمه؛ فقد منعه أبو العباس المبرد؛ ولكن رأيه محجوج بورود السماع بترخيمه في الشعر والنثر.
انظر حاشية الصبان: ٣/ ١٧٢-١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>