للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن ذكر المحذر بغير لفظ "إيا"، أو اقتُصِرَ على ذكر المحذر منه، فإنما يجب الحذف إن كررت أو عطفت، فالأول نحو: "نفسك نفسك" والثاني نحو: "الأسد الأسد" و: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} ١، وفي غير ذلك يجوز الإظهار؛ كقوله٢: [البسيط]

٤٥٨- خل الطريق لمن يبنِي المنار به٣


١ "٩١" سورة الشمس، الآية: ١٣.
موطن الشاهد: {نَاقَةَ اللَّهِ} .
وجه الاستشهاد: انتصاب "ناقة" بفعل مضمر وجوبا على التحذير، ولفظ الجلالة مضاف إليه، وسقياها: معطوف على "الناقة"؛ والتقدير: ذروا ناقة الله وسقياها: فلا تمنعوها عنها؛ فعطفت الواو محذرا منه على مثله، ويجوز أن تكون الواو للمعية؛ وحينئذ يجوز إظهار العامل لعدم العطف.
٢ القائل: هو: جرير بن عطية الشاعر الأموي وقد مرت ترجمته.
٣ تخريج الشاهد:
هذا صدر بيت في هجاء عمر بن لجأ، وعجزه قوله:
وابرز ببرزة حيث اضطرك القدرُ
وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ١٩٥، والأشموني: "٩٨٢/ ٣/ ٤٨١"، والعيني: ٤/ ٣٠٧، وسيبويه: ١/ ١٢٨، وأمالي ابن الشجري: ١/ ٣٤٢، وشرح المفصل: ٢/ ٣٠، وديوان جرير.
المفردات الغريبة: خل: أمر من التخلية، أي اترك ودع، الطريق المراد هنا: سبيل المجد والشرف. المنار: علامات توضع في الطريق؛ ليهتدي بها السالكون.
المعنى: اترك طريق المجد وسبيل العظمة والشرف لمن يعمل له، ويأخذ في أسبابه، فلست له أهلا. واسلك مع أمك طريق الغي والضلال؛ حيث ألجأك القدر الذي لا يغالب. وقيل: إن المراد ببرزة: الأرض الواسعة، والباء فيه للظرفية بمعنى "في". =

<<  <  ج: ص:  >  >>