للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ما يستثنى من هذا القاعدة] :

ويستثنى من هذه القاعدة مسألتان:

إحداهما: أن يكون عامل الضمير عاملا في ضمير آخر أعرف منه١ مقدم عليه وليس مرفوعا٢، فيجوز حينئذ في الضمير الثاني الوجهان، ثم إن كان العامل فعلا غير ناسخ، فالوصل أرجح كالهاء من "سلنيه" قال الله تعالى: {فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ} ٣، {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} ٤، {إِنْ يَسْأَلْكُمُوهَا} ٥، ومن الفصل: "إن الله ملككم إياهم" ٦، وإن كان اسما فالفصل أرجح، نحو: "عجبت من حبي إياه" ومن الوصل


١ تبين لنا فيما مضى، أن ضمير المتكلم أعرف من ضمير المخاطب، وهذا أعرف من ضمير الغيبة.
٢ أي ليس الضمير المقدم مرفوعا، وهذا يستلزم أن يكون العامل من الأفعال التي تنصب مفعولين.
٣ "٢" سورة البقرة، الآية: ١٣٧.
موطن الشاهد: {فَسَيَكْفِيْكَهُمُ} .
وجه الاستشهاد: مجيء فعل "يكفي" غير ناسخ، واتصل به ضميران، الكاف، وهُم، ولما كان الضمير الأول أعرف من الثاني، ومتقدما عليه، أتى بالضمير الثاني موصولا، وحكم هذا الوصل الجواز مع الترجيح.
٤ "١١" سورة هود، الآية: ٢٨.
موطن الشاهد: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} .
وجه الاستشهاد: مجيء "ها" الضمير الثاني بعد الكاف، ولذا جاء موصولا؛ لأن عامله عامل في ضمير أعرف منه، وهو الكاف، وحكم هذا الوصل الترجيح، والواو في "أنلزمكموها" للإشباع، لا محل لها.
٥ "٤٧" سورة محمد الآية: ٣٧.
موطن الشاهد: {يَسْأَلْكُمُوهَا} .
وجه الاستشهاد: مجيء ضمير "ها" موصولا، كما في الآية السابقة، وحكم وصله الجواز مع الترجيح.
٦ حديث نبوي شريف وتمامه: "ولو شاء الله لملكهم إياكم". والمراد الأرقاء.
موطن الشاهد: "ملككم إياهم ".
وجه الاستشهاد: مجيء ضمير "إياهم" مفصولا؛ لأنه لو وصل، لقال: ملَّكَكُمُوهُم، ولكنه فر من الثقل الحاصل من اجتماع الواو مع ثلاث ضمات، وحكم هذا الفصل الجواز.

<<  <  ج: ص:  >  >>