للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله١: [المتقارب] .

٢٥- لقد كان حبِّيك حقا يقينا٢.


١ هذا البيت ذكره أبو تمام في ديوان الحماسة من شعر اختاره ولم ينسبه إلى قائل معين.
تخريج الشاهد:
هذا عجز بيت، وصدره قوله:
لئن كان حبك لي كاذبا
وقيل الشاهد قوله:
لئن كنت أوطأتني عشوة ... لقد كنت أصفيتك الود حينا
وما كنت إلا كذي نهزة ... تَبَدَّلَ غثًّا وأعطى سمينا.
والبيت من شواهد: التصريح: ١/ ١٠٧، والأشموني "٤٩/ ١/ ٥٢"، وشرح العيني: ١/ ٢٨٣.
المعني: يخطاب الشاعر حبيبته قائلا: والله إن كنت كاذبة في حبك لي، فإن محبتي لك صادقة لا شك فيها.
الإعراب: لئن: اللام موطئة للقسم، إن: شرطية جازمة. كان: فعل الشرط. حبك: اسم كان وهو مضاف إلى الكاف، من إضافة المصدر إلى فاعله، كاذبا: خبر كان لقد: اللام واقعة في جواب القسم. حبيك: اسم كان مرفوع، وعلامة رفعه الضمة على ما قبل الياء، والياء: مضاف إليه، وهي فاعل المصدر، والكاف: مفعول به للمصدر. حقا: خبر كان. يقينا: صفة، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه.
موطن الشاهد: "حبيك".
وجه الاستشهاد: مجيء الضمير الثاني "الكاف" متصلا، وذاك شائع مرجوح، ولو أتى به منفصلا، لقال: حبي إياك، وهو الأرجح؛ لأن العامل فيه المصدر وليس الفعل.
فائدة: في قول المؤلف: "وإن كان اسما فالفصل أرجح"؛ لأن الاسم إنما يعمل لمشابهته الفعل، فهو أقل اتصالا بالمفعول من الفعل.
والمراد بالاسم هنا المصدر كما في الشاهد السابق، واسم الفاعل، كما في قول الشاعر:
لا تَرْجُ أو تَخْشَ غير الله إن أذى ... واقيكه الله لا ينفكُّ مأمونا
فـ "واقيكه": اسم فاعل وصل الضميرين، الأول منهما كاف الخطاب، والثاني هاء الغائب العائدة إلى أذى.
ويشترط أن يكون أول الضميرين مجرورا، كما مثل في الشاهد، سواء كان فاعلا كالمثال المذكور، أو مفعولا، نحو: الدرهم إعطاؤك إياه تفضل عليك.
ونظير البيت الشاهد قول قيس بن الملوّح:
تضعَّفَني حبِّيكِ حتى كأنني ... من الأهل والمال التلاد خليعُ
وانظر شرح التصريح: ١/ ١٠٧، وحاشية الصبان: ١/ ١١٧-١١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>