موطن الشاهد: "فإني وقيار لغريب". وجه الاستشهاد: عطف "قيار" على محل اسم "إن" قبل استكمال الخبر "غريب"، وهذا على مذهب الكسائي والفراء، اللذين أجازا العطف بالرفع على محل اسم "إن" قبل استكمال الخبر، كما في المتن، وأخذ بهذا الرأي أكثر فيما بعد. غير أن بعض النحويين، يرون أن "قيار" مبتدأ محذوف الخبر؛ لِدلالة خبر "إن" عليه، أو "غريب" خبره، وخبر "إن" محذوف، ويراعى في كل كلام ما يناسبه، وفي مثل هذا الشاهد، فالمذكور خبر "إن"؛ لِاقتران الخبر باللام، وخبر المبتدأ لا يقترن بها إلا شذوذا، والحمل على الشاذ، إذا أمكن غيره، لا يجوز، والذهاب إلى أن اللام زائدة، لا لام الابتداء لا داعي له، وما ذهب إليه ابن مالك، وابن هشام أفضل؛ لأنه يريحنا من التأويلات، والتجوزات التي لا فائدة فيها. ١ القائل هو: بشر بن أبي خازم، ويكنى أبا نوفل، وهو أحد بني أسد بن خزيمة، أحد فحول الشعراء، وشجعان الفرسان، هجا أوس بن حارثة الطائي بخمس قصائد وحدث أن أسره "بنو نبهان"، ففكَّ أوس أسره، وأنعم عليه، فمدحه بخمس قصائد، مات مقتولا في إحدى غزواته، وذلك سنة ٩٢ ق. هـ. له ديوان شعر مطبوع. الشعر والشعراء: ١/ ٢٧٠، والخزانة: ٢/ ٢٦١، ومختارات ابن الشجري: ٢/ ١٩ ٢ تخريج الشاهد: البيت بتمامه: وإلا فاعلموا أنا وأنتم ... بغاة ما بقينا في شقاق وهو من شواهد: التصريح: ١/ ٢٢٨، والكتاب لسيبويه: ١/ ٢٩٠، والعيني: ٤/ ٣١٥ ودلائل الإعجاز للجرجاني: ٢٤، والإنصاف: ١٩٠، وشرح المفصل: ٧/ ٦٩، والخزانة: ٤/ ٣١٥ وديوان بشر بن أبي خازم: ١٦٥. المفردات الغريبة: بغاة: جمع باغ، وهو اسم الفاعل من البغي، وهو مجاوزة الحد، وتقول: بغى فلان على فلان، إذا ظلمه، واعتدى عليه. شقاق: مصدر شاقه إذا خالفه وعاداه أشد العداوة.