للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل في غيرهن١ بقد، نحو: {وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} ٢، أو تنفيس نحو: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُون} ٣، أو نفي بلا، أو لن، أو لم، نحو: {وَحَسِبُوْا أَنْ لَاْ تَكُوْنَ


١ إن الداعي إلى التزام الفصل بين أن المفتوحة المخففة من الثقيلة وبين خبرها إذا لم يكن جملة اسمية، أو فعلية، فعلها جامد أو دعاء، بواحد من الفواصل التي ذكرها أمران: أولهما: أن يكون ذلك الفصل عوضا مما فقدته، وذلك؛ لأنهم خففوها وحذفوا اسمها، وثانيهما: مخافة الالتباس بأن المصدرية، وذلك، كما التزموا اللام مع المكسورة دفعا لـ "الالتباس بأن النافية"، ولما كانت أن المصدرية لا تدخل على الجملة الاسمية، ولا على الفعل الجامد، ولا على فعل الدعاء، لم يجيئوا بفاصل، من هذه الأنواع الثلاثة: لأنهم بمأمن من الالتباس الذي يحذرونه، وكان علم المخاطب بأن هذا المكان، مما لا تأتي فيه أن المصدرية كافيا عندهم، فلم يحتاجوا معه إلى دليل آخر.
شرح التصريح، وحاشية يس: ١/ ٢٣٢-٢٣٣ حاشية الصبان: ١/ ٢٩١- ٢٩٢، وابن عقيل: "ط. دار الفكر" "١/ ٢٩٧.
٢ "٥" سورة المائدة، الآية: ١١٣.
موطن الشاهد: {أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} .
وجه الاستشهاد: مجيء "أن" مخففة من الثقيلة، واسمها: ضمير الشأن المحذوف، وقد فصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا لها بـ "قد"، وقد فصل بـ "قد" لأنها تقرب الماضي من الحاضر.
٣ "٧٣" سورة المزمل، الآية: ٢٠.
موطن الشاهد: {عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ} .
وجه الاستشهاد: مجيء "أن مخففة من الثقيلة، واسمها: ضمير الشأن المحذوف، وفصل بينها وبين الجملة الواقعة خبرا لها بالسين "حرف التنفيس"، والفصل بـ "السين"؛ لِئلا تلتبس "أن" المخففة بأن المصدرية.
وشاهد "سوف" قول الشاعر:
واعلم؛ فعلم المرء ينفعه ... أن سوف يأتي كل ما قدرا
وقول قيس بن رفاعة:
فإن عصيتم مقالي اليوم فاعترفوا ... أن سوف تلقون خزيا ظاهر العار

<<  <  ج: ص:  >  >>