للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإنما جاز في الفصيح نحو: "نعم المرأة" و: "بئس المرأة" لأن المراد الجنس، وسيأتي أن الجنس يجوز فيه ذلك.

[جواز التأنيث والتذكير] :

ويجوز الوجهان في مسألتين: إحداهما: المنفصل١، كقوله٢: [الوافر]

٢١٣- لقد ولد الأخيطلَ أمُّ سُوءٍ٣


١ أي المؤنث الحقيقي الظاهر، المنفصل من فعله بفاصل.
٢ هو: جرير بن عطية الخطفي، وقد مرت ترجمته.
٣ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت وعجزه قوله:
على باب استها صُلُبٌ وشَامُ
وهو في هجاء الأخطل التغلبي النصراني.
وهو من شواهد: التصريح: "١/ ٢٧٩، والأشموني: "٣٦٤/ ١/ ١٧٣"، والمقتضب: ٢/ ١٤٨، ٣/ ٣٤٩ والخصائص: ٢/ ٤١٤، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٥٥، والإنصاف: ١/ ١٧٥، وشرح المفصل: ٥/ ٩٢، والعيني: ٢/ ٤٦٨، وديوان جرير: ٥١٥.
المفردات الغريبة: الأخيطل: تصغير الأخطل الشاعر واسمه: غياث بن غوث. استها: دبرها: صلب: جمع صليب وهو للنصارى. شام: جمع شامة، وهو الخال والعلامة.
المعنى: إن من وَلَدَ الأخطلَ امرأةٌ سيئة، لم تتحصن بالعفة؛ فهو سليل الفجور.
الإعراب: لقد: اللام موطئة للقسم، قد: حرف تحقيق. ولد: فعل ماضٍ، الأخيطل: مفعول به تقدم على الفاعل. أم: فاعل مرفوع. سوء: مضاف إليه. "على باب": متعلق بخبر مقدم محذوف. استها: مضاف إليه، و"ها": مضاف إليه. صلب: مبتدأ مؤخر. وشام: معطوف عليه مرفوع.
موطن الشاهد: "ولد الأخيطل أم".
وجه الاستشهاد: تجرد فعل "ولد" من علامة التأنيث، على الرغم من أن فاعله مؤنث حقيقي التأنيث؛ لأنه فصل بينهما بالمفعول به المتقدم على الفاعل "أم"؛ وحكم هذا التجرد الجواز؛ لأنه لما فصل بين الفعل وفاعله، بَعُدَ الفعل بالفصل عن فاعله، وضعفت عنايته به؛ غير أن الاقتران في هذه الحالة أفضل من التجرد؛ ومثل هذا الشاهد؛ قول الشاعر:
إنَّ امرأً غره منكنَّ واحدةٌ ... بعدي وبعدك في الدنيا لمغرور
غير أن الفصل -هنا- بالجار والمجرور؛ وإن كان الحكم واحدا.

<<  <  ج: ص:  >  >>