للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقولهم: "حضر القاضي اليوم امرأة" والتأنيث أكثر، إلا إن كان الفاصل "إلا" فالتأنيث خاص بالشعر١، نص عليه الأخفش، وأنشد على التأنيث٢: [الرجز]

٢١٤- ما برئت من ريبة وذم ... في حربنا إلا بنات العم٣

وجوزه ابن مالك في النثر، وقرئ: "إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةٌ"٤، "فَأَصْبَحُوا لا


١ التخصيص بالشعر مذهب الجمهور. ومثل "إلا" في الفصل: غير أو سوى، وإن كان مذكرا لاكتسابه التأنيث من المضاف إليه، ويلاحظ أن لفظ "غير" أو "سوى" هو الذي يعرب فاعلا.
٢ لم ينسب البيت إلى قائل معين.
٣ تخريج الشاهد: البيت من شواهد: التصريح: ١/ ٢٧٩، والأشموني: "٣١٦/ ١/ ١٧٤"، والعيني: ٢/ ٤٧١، والهمع: ٢/ ٢٧١، والدرر: ٢/ ٢٢٦، والشذور: "٨٠/ ٢٣١".
المفردات الغريبة: برئت: تخلصت وسلمت. ريبة: هي التهمة والشك. ذم: عيب.
المعنى: لم تسلم امرأة من التهمة والشك والعيب في حربنا إلا بنات الأعمام.
الإعراب: ما: نافية. برئت: فعل ماضٍ، والتاء: للتأنيث. "من ريبة": متعلق بـ "برئت". وذم: معطوف على ريبة. "في حربنا": متعلق بـ "برئت". إلا: أداة حصر؛ أو حرف استثناء ملغى. بنات: فاعل مرفوع، وهو مضاف. العم: مضاف إليه.
موطن الشاهد: "ما برئت إلا بنات العم".
وجه الاستشهاد: لحقت تاء التأنيث فعل "برئ"؛ لأن الفاعل حقيقي التأنيث، مع وجود الفصل بـ "إلا"؛ وحكم حذف التاء واجب في هذه الحالة؛ لأن الفاعل في الحقيقة، ليس الاسم المؤنث المذكور بعد "إلا"، وإنما هو مذكر محذوف؛ والتقدير: ما برئ أحد إلا بنات العم؛ وهذا رأي الأخفش ومن تبعه؛ وحكم لحوق التاء -على رأيهم- الجواز للضرورة الشعرية؛ وجوَّز ابن مالك تأنيث الفعل مع الفصل بـ "إلا" على قلة؛ حيث قال: "والصحيح جوازه في النثر أيضا" وأشار إلى هذا، بقوله:
والحذف معْ فصلٍ بـ "إلا" أفضلا ... كما زكا إلا فتاةُ ابنِ العَلا
فلفظه "أفضلا" تفيد جواز عدم الحذف، غير أن الحذف أرجح.
وانظر شرح التصريح: ١/ ٢٧٩-٢٨٠، وحاشية الصبان: ٢/ ٥٣.
٤ "٣٦" سورة يس، الآية: ٢٩.
أوجه القراءات: قرأ أبو جعفر وشيبة ومعاذ بن الحارث والأعرج "صيحة" بالرفع. وقرأ الباقون بالنصب.
توجيه قراءة الرفع: في قراءة الرفع تقدير ضمير في "كانت"؛ والتقدير: إن كانت عقوبتهم أو بليتهم إلا صيحة، أو نحو ذلك، الإتحاف: ٢٦٤، البحر المحيط: ٧/ ٣٣٢، ومعاني القرآن: ٢/ ٣٧٥.
موطن الشاهد: "إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةٌ".
وجه الاستشهاد: مجيء "صيحة" مرفوعة بـ "كان"؛ وفي هذه القراءة دليل على جواز تأنيث الفعل إذا فعل بينه وبين فاعله أو ما يقوم مقام الفاعل بـ "إلا".

<<  <  ج: ص:  >  >>