للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثانية: أن يحصر المفعول بإنما، نحو: "إنما ضرب زيد عمرا"١ وكذا الحصر بإلا عند الجزولي وجماعة وأجاز البصريون والكسائي والفراء وابن الأنباري٢ تقديمه على الفاعل٣، كقوله٤: [الطويل]

٢١٦- ولما أبى إلا جماحا فؤاده٥


١ فيجب تقديم الفاعل على المفعول في هذه الصورة؛ لأنه لو أخر انقلب المعنى.
٢ هو الإمام: أبو بكر؛ محمد بن القاسم الأنباري، النحوي اللغوي، ولد سنة ٢٧١ هـ، كان أعلم الناس بالنحو والأدب، وأكثرهم حفظا، قيل إنه حفظ ثلاثمائة ألف بيت شاهدا في القرآن وكان يملي من حفظه لا من كتاب، وكان مع هذا ثقة دينا ورعا، أخذ عن ثعلب، وروى عنه الدارقطني وجماعة، له تصانيف مفيدة منها: كتاب الزاهر في اللغة، وكتاب هاءات القرآن وكتاب الأمالي، وكتاب غريب الحديث، والإنصاف وغيرها كثير. مات ببغداد وله ٦٧ سنة وذلك سنة ٣٢٨ هـ البلغة: ٢٤٥، بغية الوعاة: ١/ ٢١٢، إنباه الرواة: ٣/ ٢٠١، وفيات الأعيان: ١/ ٥٠٢، الأعلام: ٧/ ٢٢٦.
٣ أي تقديم المفعول المحصور بإلا على الفاعل بشرط أن يتقدم معه "إلا".
٤ القائل هو دعبل الخزاعي: أبو علي ابن علي بن رزين، وقيل اسمه الحسن ولقبه دعبل؛ شاعر إسلامي جيد الشعر، عاصر خلفاء بني العباس؛ ومنهم المعتصم الذي هجاه؛ فطلبه لكن دعبلا هرب واستتر، وكان دعبل يجالس أبا نواس وأبا الشيص.
الشعر والشعراء: ٢/ ٤٨٩، الأغاني: ١٨/ ٢٩، ابن خلكان: ١/ ١٧٨، تاريخ بغداد: ٨/ ٣٨٢.
٥ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
ولم يسلُ عن ليلى بمال ولا أهل
وذكر العيني بعده قوله:
تسلى بأخرى غيرها فإذا التي ... تسلى بها تغري بليلى ولا تسلي
=

<<  <  ج: ص:  >  >>