وأما قوله "ما سبقه من فعل أو شبهه" فهو تابع فيه لابن مالك في قوله: بما من الفعل وشبهه سبق ... ذا النصب، لا بالواو في القول الأحق وفي هذا إشارة إلى أنه لا يجوز تقديم المفعول معه على العامل فيه؛ فلا يقال: والنيل سرت، ولا يقال: والنيل أنا سائر؛ وهذا مما لا خلاف فيه، وكذلك لا يجوز أن يتوسط المفعول معه بين العامل ومصاحبه، فلا يقال: سار والنيل زيد. وخالف ابن جني هنا، وأجاز التوسط بين العامل ومصاحبه؛ أي: أن يتقدم المفعول معه مصاحبه، واستدل بقول الحماسي: أكنيه حين أناديه لأكرمه ... ولا ألقيه والسوأة اللقبا فأصل الكلام: ولا ألقبه اللقب والسوأة على مذهب ابن جني. والصواب -فيما استدل به- أن تالي الواو في هذين البيتين ليس مفعولا معه، بل هو معطوف، تقدم على المعطوف عليه ضرورة، والضرورة تحفظ ولا يقاس عليها. وانظر شرح التصريح: ١/ ٣٣٤، وحاشية الصبان: ٢/ ١٣٧. ٢ مرت ترجمته. ٣ مرت ترجمته. ٤ أي من فقد شروط النصب، وهو عدم تقدم جملة في الأول، وعدم الفضلة في الثاني وعدم المصاحبة في الثالث.