للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الثانية: المؤكدة لمضمون الجملة، نحو: "هو الحق لا شك فيه" و: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ} ١.

الثالثة: الماضي التالي إلا، نحو: {إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} ٢.

الرابعة: الماضي المتلوُّ بأو٣، نحو: "لأضْرِبَنَّهُ ذَهَبَ أو مَكَثَ"٤.

الخامسة: المضارع المنفي بلا، نحو: {وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ} ٥.


١ "٢" سورة البقرة، الآية: ٢.
موطن الشاهد: "لا شك فيه"، {لا رَيْبَ فِيهِ} .
وجه الاستشهاد: مجيء كل من الجملتين حالا مؤكدة لمضمون الجملة قبلها؛ وتمتنع الواو -هنا- لأن المؤكد عين المؤكد؛ فلو قرن بالواو، كان في صورة عطف الشيء على نفسه؛ وأما المؤكدة لعاملها فقد تقترن؛ نحو: "ثم توليتم وأنتم تعلمون".
٢ "١٥" سورة الحجر، الآية: ١١.
موطن الشاهد: {كانوا به يستهزئون} .
وجه الاستشهاد: مجيء جملة "كانوا به يستهزئون" حالا من "الهاء" في "يأيتهم" وامتنعت الواو هنا؛ لأن ما بعد "إلا" مفرد حكما، ويرى بعض النحاة جواز اقترانه بالواو في هذه الحالة، تمسكا بقول زهير:
نعم امرأ هرمٌ لم تعرُ نائبَةً ... إلا وكان لمرتاعٍ بها وزرا
وذلك قياسا على الجملة الاسمية الواقعة بعد "إلا" نحو قوله تعالى: {وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ} انظر شرح التصريح: ١/ ٣٩٢.
٣ أي الجملة الماضوية الحالية المعطوفة عليها جملة أخرى بأو.
٤ جملة "ذهب" في محل نصب حال من الهاء وبعدها "أو" وتمتنع الواو؛ لأنها في تقدير فعل الشرط؛ إذ المعنى: إن ذهب وإن مكث، وفعل الشرط لا يقترن بالواو، فكذلك المقدر به. والحق أن العلة عدم وجود الواو في مثل هذا الأسلوب من الكلام العربي.
٥ "٥" سورة المائدة، الآية: ٨.
موطن الشاهد: {وَمَا لَنَا لا نُؤْمِنُ بِاللَّهِ} .
وجه الاستشهاد: مجيء جملة "نؤمن بالله" حالا من الضمير المجرور باللازم، ولم تقترن بالواو؛ لأن المضارع المنفي بـ "لا" أو "بما" بمنزلة اسم الفاعل المجرور بإضافة "غير" المنصوبة على الحال، وهو لا تدخل عليه الواو؛ والتقدير: "وما لنا غير مؤمنين"؛ واختص المنفي بـ "لا" و"ما" من دون المنفي بـ "لم" و"لما"؛ لأن مضي المنفي بهما في المعنى، قربه من الماضي الجائز الاقتران بالواو، وأبعده من الشبه باسم الفاعل، وذهب محمد ابن صاحب الألفية إلى جواز اقتران المضارع المنفي بـ "لا" بالواو، وإن كان عدم الاقتران أكثر، واستشهد بقول أحدهم: "وكنت لا ينهنهني الوعيد". شرح التصريح: ١/ ٣٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>