للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النقص في الأب والأخ والحم، ومنه قوله: [الرجز]

٨- بأبه اقتدى عدي في الكرم ... ومن يشابه أبه فما ظلم٢


١ القائل: هو رؤبة بن العجاج، وقد مرت ترجمته.
٢ تخريج الشاهد: يمدح الشاعر في هذا البيت عدي بن حاتم الطائي، وقبل الشاهد قوله:
أنت الحليم والأمير المنتقم ... تصدع بالحق وتنفي من ظلم
والشاهد من شواهد: ابن عقيل "٥/ ١/ ٥٠" والأشموني "١٥/ ١/ ٢٩"، والتصريح: ١/ ٦٤، وشرح العيني: ١/ ١٢٩، وملحقات ديوان رؤبة: ١٨٢، وأمثال الميداني: ٢/ ٣٣٣.
المفردات الغريبة: عدي: أراد عدي بن حاتم الطائي المشهور بالكرم والجود. اقتدى: جعله قدوة وأسوة. فما ظلم: أراد ما ظلم أباه ولا أمه، فجاء على مثال أبيه.
المعنى: يصف الشاعر عدي بن حاتم، بأنه اقتدى بأبيه، وسلك طريقه في الجود والكرم، فدل بذلك على أنه ابنه حقيقة، ومن شابه أباه في صفاته وأفعاله، لم يظلمه بتضييع صفاته وحقوقه عليه أو يكون المراد: ما ظلم أمه باتهامها فيه؛ لأنه جاء على مثال أبيه.
موطن الشاهد: "بأبه".
وجه التشبه: استعمال "أب" منقوصا مجرورا، وعلامة جره الكسرة الظاهرة في الأول، ومنصوبا وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في "أبه" الثاني مع أنهما مضافان إلى ضمير الغائب، وهذه اللغة من لغات العرب في الأسماء الستة، يعربونها بالحركات وإن كان مضافة إلى غير ياء المتكلم، وتسمى هذه اللغة لغة النقص، وهي لغة تميم. وأما إعراب تلك الأسماء بالحروف "الواو، الألف، الياء" فعلى لغة الإتمام، وفي هذه الأسماء لغة ثالثة في الشاهد التالي، وتسمى لغة القصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>