للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنهما وإن كانا فاعلين معنى؛ إذ المعنى عظمت فارسا وعظمت جارا، إلا أنهما غير محولين، فيجوز دخول "من" عليهما، ومن ذلك "نعم رجلا زيد" يجوز "نعم من رجل" قال١: [الوافر]

٢٨٥- فنعم المرء من رجل تهام٢


١ القائل: هو: أبو بكر بن الأسود الليثي.
٢ تخريج الشاهد: هذا عجز بيت، وصدره قوله:
تخيره فلم يعدل سواه
ويروى على شكل آخر:
تعمده ولم يعظم عليه
وهو في رثاء هشام بن المغيرة أحد أشراف مكة، ويروى قبله قوله:
فذرني أصطبح يا بكر إني ... رأيت الموت نقب عن هشامِ
وهو من شواهد التصريح: ١/ ٣٩٩، والإنصاف: ٢٢٥، وشرح المفصل: ٧/ ١٣٣ والمقرب: ٩، وشرح شواهد الألفية للبغدادي: ٤٦٤، والعيني: ٣/ ٢٢٧، ٤/ ١٤.
المفردات الغريبة: تَخَيَّره: اختاره واصطفاه. لم يعدل: لم يمل. تهامي: منسوب إلى تهامة، وتطلق على مكة، وعلى أرض معروفة ببلاد العرب.
المعنى: يبين الشاعر أن الموت اختار هشاما، ولم يعدل به سواه، ولم يمل إلى غيره من الناس، فهو نعم الرجل من تهامة.
الإعراب: تخيره: فعل ماضٍ، والفاعل: هو، يعود إلى الموت؛ و"الهاء": ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب مفعولٍ به. فلم: الفاء: عاطفة، لم: نافية جازمة. يعدل: فعل مضارع مجزوم بـ "لم" والفاعل: هو. سواه: مفعول به منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف، و"الهاء": ضمير متصل مبني على الضم، في محل جر مضاف إليه. فنعم: الفاء عاطفة، نعم: فعل ماضٍٍ دال على إنشاء المدح. المرء: فاعل مرفوع. من: حرف جر زائد. رجل: اسم مجرور لفظا، منصوب محلا على أنه تمييز لفاعل "نعم"؛ أو نقول: "رجل": تمييز لفاعل "نعم" منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة، منع من ظهورها، اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد. تهامي: صفة لـ "رجل" مجرورة، وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الياء.
موطن الشاهد: "من رجل".
وجه الاستشهاد: جر التمييز "رجل" بـ "من"؛ لأنه -وإن كان فاعلا في المعنى- غير أنه غير محول عن الفاعل الصناعي؛ وحكم جره بـ "من" الجواز.

<<  <  ج: ص:  >  >>