للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله١: [الطويل]

٣٠٥- غدت من عليه بعدما تم ظمؤها٢


= أراني؛ واللام واقعة في جواب القسم المقدر، و"قد": حرف تحقيق، لا محل له من الإعراب. أراني: فعل مضارع مرفوع، وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الألف؛ للتعذر؛ والفاعل: ضمير مستتر فيه وجوبا؛ تقديره: أنا؛ والنون: للوقاية، وياء المتكلم في محل نصب مفعولا به أول لـ"أرى". "للرماح": متعلق بمحذوف حال من "دريئة" الآتي. وكان أصله وصفا؛ فلما تقدم أعرب حالا. دريئة: مفعول به ثان لـ"أرى". من: حرف جر. عن: اسم بمعنى جهة أو جانب مبني على السكون في محل جر بـ"من" و"الجار والمجرور": متعلق بفعل دل عليه قوله: "أراني للرماح دريئة"؛ والتقدير: تجيئني هذه الرماح من جهة يميني تارة، و"عن": مضاف. يميني: يمين: مضاف إليه، وهو مضاف، والياء: مضاف إليه. "تارة": متعلق بالفعل المحذوف المدلول عليه، كما بينا. وأمامي: الواو حرف عطف، أمامي: معطوف على يميني؛ والمعطوف على المجرور مجرور مثله، وهو مضاف، وياء المتكلم: مضاف إليه.
موطن الشاهد: "من عن يميني".
وجه الاستشهاد: مجيء "عن" في الشاهد اسما بمعنى جانب أو جهة؛ ودليل ذلك دخول حرف الجر عليه؛ لأن حروف الجر، لا تدخل إلا على الأسماء.
١ القائل: هو مزاحم بن الحارث العقيلي، وقد مرت ترجمته.
٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت للشاعر في وصف قطاة، وعجزه قوله:
تصل وعن قيض بزيزاء مجهل
وهو من شواهد: التصريح: ٢/ ١٩، والأشموني: ٥٦٥/ ٢/ ٢٩٦، وابن عقيل: ٢١٢/ ٣/ ٢٨. وسيبويه: ٢/ ٣١٠، والنوادر ١٦٣١، والمقتضب: ٣/ ٥٣، الكامل: ٤٨٨، الجمل: ٧٣، المقرب: ٤٢، والخزانة: ٤/ ٢٥١، وشرح المفصل: ٨/ ٣٧، والعيني: ٢/ ٣٦، الدرر: ٢/ ٣٦، الهمع: ٢/ ٣٦، السيوطي: ١٤٥.
المفردات الغريبة: غدت: صارت، والضمير فيه عائد على القطاة. تم: كمل. ظمؤها: مدة صبرها عن الماء، والظمء: ما بين الشرب والشرب. تصل: تصوت أحشاؤها من العطش. قيض: هو القشر الأعلى للبيض. زيزاء: بيداء، وهي الأرض القفر التي لا ماء فيها. مجهل: قفز ليس فيها أعلام يهتدى بها.
المعنى: أن هذه القطاة، صارت من فوق فرخها -وقد مضت المدة التي تصبر فيها عن الماء- تصوت من شدة الظمأ، وهي على قشور البيض والأفراخ في تلك الأرض الغليظة القفر الخالية مما يهتدي به السائرون.

<<  <  ج: ص:  >  >>