للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وندر دخولها على الجملة الاسمية؛ كقوله١: [الخفيف]

٣١٢- ربما الجامل المؤبل فيهم٢

حتى قال الفارسي٣: يجب أن تقدر "ما" اسما مجرورا بـ"رب" بمعنى


١ القائل: هو أبو دؤاد الإيادي؛ جارية بن الحجاج، شاعر جاهلي، وأحد وصاف الخيل المشهورين شهد له بذلك الأصمعي. وله شعر في المدح والهجاء وقد كانت تفخر إياد به فتقول: فينا أشعر العرب، تجريد الأغاني، ١٧٧٨، الشعر والشعراء: ١/ ٢٣٧، الأعلام: ١/ ١٠٦، السمط: ٨٧٩.
٢ تخريج الشاهد: هذا صدر بيت، وعجزه قوله:
وعناجيج بينهن المهار
والبيت من شواهد: التصريح: ٢/ ٢٢، والأشموني: ٥٧٠/ ٢/ ٢٩٨، وابن عقيل: ٢١٥/ ٣/ ٣٣، والعيني: ٣/ ٣٢٨، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ٢٤٣، وشرح المفصل: ٨/ ٢٩، الخزانة: ٤/ ١٨٨، الهمع: ٢/ ٢٦، ٣٨، الدرر: ٢/ ٤١، المغني: ٢٣٤/ ١٨٣، السيوطي: ١٣٩، ديوان أبي دؤاد: ٣١٦.
المفردات الغريبة: الجامل: اسم جمع للإبل لا واحد له، وقيل القطيع من الإبل مع رعاتها. المؤبل: المعد للقنية. عناجيج: جمع عنجوج كعصفور، وهي الخيل الجياد الطويلة الأعناق. المها: جمع مهر، وهو ولد الفرس، والأنثى مهرة.
المعنى: يفتخر الشاعر بنفسه ويصفها بالجود والكرم، وأنه لا يبخل على من يتصل به بأحسن ما عنده؛ من الإبل المتخذة للقنية، والخيل الجياد التي معها أولادها.
الإعراب: ربما: حرف جر شبيه بالزائد، يفيد التقليل، وما: كافة لـ"رب" عن العمل، الجامل: مبتدأ مرفوع، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، المؤبل: صفة لـ"الجامل" مرفوع. "فيهم": متعلق بمحذوف خبر المبتدأ. وعناجيج: الواو عاطفة، عناجيج: اسم معطوف على الجامل مرفوع مثله. بينهن: "بين" متعلق بمحذوف خبر مقدم، و"هن": في محل جر بالإضافة. المهار: مبتدأ مؤخر مرفوع؛ وجملة "المبتدأ والخبر": في محل رفع صفة لـ"عناجيج".
موطن الشاهد: "ربما الجامل فيهم".
وجه الاستشهاد: دخول "رب" المكفوفة بـ"ما" على الجملة الاسمية؛ وحكم دخولها على الجمل الاسمية الجواز مع الندرة.
٣ جعل الفارسي "ما" في هذا البيت نكرة بمعنى شيء مجرور المحل برب؛ وذلك لأنه لا يجوز دخول "رب" المكفوفة على الجملة الاسمية، وجعل "الجامل": خبر مبتدأ محذوف، أي: رب شيء هو الجامل، وفيهم: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>